بعد غياب ملحوظ عن الساحة السينمائية، يعود الفنان والمخرج المغربي عبد الله فركوس إلى جمهوره بعمل جديد يحمل عنوان “الخطابة”، وهو فيلم طويل من فئة الكوميديا الاجتماعية، بدأ تصويره مؤخرًا بمدينة أزيلال، على أن يُعرض في القاعات السينمائية الوطنية مع بداية الموسم المقبل.
الفيلم يجمع كوكبة من نجوم الشاشة المغربية، من بينهم بشرى أهريش، مهدي تيكيطو، فضيلة بنموسى، عبد الخالق فهيد، سهام ستاتا، كلثوم النازي، وجواد السايح، إلى جانب عبد الله فركوس نفسه الذي يجسد دور البطولة ويشرف في الآن ذاته على الإخراج.
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “بريك”، رجل في الخمسينيات من عمره، يقرر الزواج للمرة الثانية، مما يثير اعتراضًا حادًا من أبنائه الذين يعتبرون قراره تهديدًا لاستقرار الأسرة. غير أن ابنه “جعفر”، الذي يؤدي دوره مهدي تيكيطو، يقرر دعمه، بشرط أن يسبقه بالزواج أولًا، ما يفتح الباب أمام سلسلة من المواقف الساخرة والمفارقات الاجتماعية، في حبكة تجمع بين الطرافة والواقع.
العمل يُعيد التعاون الفني بين فركوس وتيكيطو بعد نجاحهما في سيتكوم رمضاني لقي صدى إيجابيًا لدى المشاهد المغربي، ويعكس استمرار هذا الثنائي في تقديم أعمال تلقى تجاوبًا واسعًا من الجمهور.
وقد تم اختيار مدينة أزيلال لتصوير مشاهد الفيلم، نظرًا لما تتمتع به من طبيعة خلابة وفضاءات بصرية تعكس عمق البيئة المغربية، حيث يحرص فريق العمل على إبراز الطابع الأصيل للمنطقة في إطار سينمائي جذاب.
يسعى عبد الله فركوس من خلال “الخطابة” إلى تقديم تجربة سينمائية قريبة من نبض الشارع المغربي، تستعرض موضوعات العلاقات العائلية، وصراع الأجيال، والتقاليد المتغيرة، في قالب فكاهي يحمل في طيّاته رسائل إنسانية واجتماعية.
ومن المرتقب أن يلقى الفيلم اهتمامًا واسعًا من النقاد والجمهور، بفضل ما يجمعه من عناصر فنية متكاملة، وسرد قصصي مشوّق يلامس الواقع المغربي، ويُقدّم في قالب سينمائي يجمع بين المتعة والعمق.