Table of Contents
اتهمت صحيفة نيويورك تايمز الصين بممارسة أنشطة بحرية “وقحة ومثيرة للقلق” في مناطق حساسة قُبالة سواحل تايوان وبالقرب من جزيرة غوام التي تحتضن قاعدة أمريكية بحرية استراتيجية، في خطوة فُسّرت على أنها استعداد صيني لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.
ووفقًا لما نشرته الصحيفة، فإن السفن الصينية “العلمية” تقوم منذ سنوات بمسح دقيق لقاع البحر في هذه المناطق، مستخدمة خطوطًا ملاحية متوازية أو شبكات كثيفة من المسارات، في ما يبدو أنه عمل منهجي لجمع بيانات قد تُستخدم في خطط عسكرية بحرية مستقبلية، خاصة فيما يتعلق بحركة الغواصات وزرع الألغام أو تنفيذ كمائن تحت الماء.
أنشطة مدنية بواجهة عسكرية
تجري هذه العمليات تحت غطاء الأبحاث العلمية، على متن سفن مدنية تابعة لجامعات ومراكز أبحاث صينية، ما يسمح بتجنب ردود الفعل المباشرة من الجيش التايواني أو الأمريكي، كون السفن تلتزم بالمياه الدولية المحايدة دون خرق الحدود البحرية، بحسب التقرير.
لكن مختصين يرون أن الهدف يتعدى البحوث البيئية أو المناخية، إذ يمكن لهذه البيانات أن تساعد في تعقب الغواصات الأمريكية الشبحية أو تحسين نشر الغواصات الصينية في المحيط الهادئ.
وقال توم ستيفانيك، الباحث في شؤون الغواصات لدى معهد بروكينغز:
“المعلومات التي تجمعها الصين يمكن أن تكون شديدة الأهمية لتحديد أفضل المواقع للعمليات البحرية السرية، أو نصب الكمائن، أو زرع الألغام تحت الماء.”
تحذيرات إقليمية ومخاوف متصاعدة
أنشطة الصين البحرية لم تمر مرور الكرام في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
جينيفر باركر، ضابطة سابقة في البحرية الأسترالية وخبيرة حالية في الأمن القومي، قالت:
“ما تقوم به السفن البحثية الصينية لا يمكن اعتباره نشاطًا طبيعيًا، بل هو تمهيد استراتيجي لمواجهات محتملة في أعماق البحار.”
أما كوان بي-لين، وزير شؤون المحيطات في تايوان، فقد عبّر عن قلق بلاده المتزايد من هذه التحركات، مؤكدًا أن الأنشطة الصينية لم تعد محايدة في أهدافها رغم المظاهر العلمية.
استمرار النشاط رغم التحذيرات
رغم التحذيرات والتوترات الإقليمية، لا تزال السفن الصينية تواصل أعمالها بشكل نشط. ففي يونيو الماضي، رُصدت سفينتا الأبحاث “شيان يان هون 1” و**”شيان يان هون 5″** قبالة سواحل جزيرة غوام، حيث استأنفتا رسم خرائط تفصيلية لقاع البحر في مناطق بالغة الأهمية بالنسبة للعمليات البحرية الأمريكية.
وتختتم “نيويورك تايمز” تقريرها بالتنبيه إلى أن القدرات البحرية الصينية تتوسع بصمت ولكن بثبات، وهو ما يتطلب، بحسب الخبراء، مراقبة شديدة وردعًا استباقيًا لتفادي تحوّل البحار الهادئة إلى ساحات صراع مفتوحة.