وسط أجواء من الحزن والوقار، نُقل جثمان البابا فرنسيس، صباح اليوم الأربعاء، إلى بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، حيث سيُتاح للمؤمنين الكاثوليك إلقاء نظرة الوداع الأخيرة قبل مراسم الجنازة الكبرى المقررة يوم السبت المقبل، والتي من المنتظر أن يحضرها عدد كبير من قادة العالم.
وعلى أنغام الأجراس الحزينة والترانيم المنبعثة من كنيسة سيستينا، شق موكب الجثمان طريقه بهدوء عبر أزقة الفاتيكان، الدولة الأصغر في العالم، انطلاقاً من كنيسة بيت القديسة مارتا حيث أقام البابا منذ انتخابه عام 2013 وحتى وفاته يوم الاثنين عن عمر ناهز 88 عاماً.
وحمل نعش البابا، المصنوع من الخشب، أعضاء من هيئة المراسم الفاتيكانية، بلباسهم الداكن، محاطين بعناصر من الحرس السويسري، فيما سُجي الراحل بلباس أحمر وعلى رأسه تاج أسقفي أبيض، واضعاً بين يديه مسبحة.
بناءً على وصية البابا الراحل خورخي بيرغوليو، لم يُعرض النعش على منصة كما جرت العادة مع الباباوات السابقين، بل وُضع ببساطة على المذبح الرئيسي داخل البازيليك، في طقس جنائزي متواضع يعكس تواضع حياته ونهجه.
وتقام جنازة البابا فرنسيس صباح السبت في ساحة القديس بطرس، بحضور مئات الآلاف من المؤمنين، وسط إجراءات أمنية مشددة. ومن المنتظر أن تشهد المراسم حضور شخصيات دولية بارزة، من بينها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، رغم الخلافات السابقة بينه وبين البابا بشأن سياسات الهجرة.
كما سيشارك في الجنازة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما لن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه. كذلك يُنتظر حضور أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وأنتونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
ومن العائلات الملكية، سيحضر العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا، إلى جانب أمير موناكو ألبير الثاني وزوجته الأميرة شارلين.
وفي ختام القداس الذي ينطلق عند العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، سيُوارى جثمان البابا الثرى في بازيليك سانتا ماريا ماجوري وسط روما، تماشياً مع رغبته التي عبّر عنها في وصيته.
وقد أعلنت إيطاليا الحداد الوطني لمدة خمسة أيام حتى يوم الجنازة، فيما أعلنت بولندا السبت يوم حداد وطني تكريماً لمسيرة البابا وتأثيره الروحي على العالم.