مع نهاية شهر رمضان المبارك، الذي يشهد تغيرًا كبيرًا في نمط الأكل وأوقات تناول الطعام، يصبح من الضروري العودة إلى نظام غذائي متوازن بشكل تدريجي، لتفادي ما يُعرف بـ”الصدمة الهضمية“، بحسب ما يؤكد الدكتور عصام حمرراس، المختص في جراحة الجهاز الهضمي.
وأوضح الدكتور أن الجسم يعتاد خلال رمضان على إيقاع غذائي خاص، مما يجعل العودة المفاجئة للأكل المعتاد أمرًا مقلقًا، وقد يؤدي إلى انتفاخات، آلام في المعدة، أو عسر في الهضم.
ولضمان مرحلة انتقالية سلسة وآمنة بعد رمضان، يقدم الطبيب النصائح التالية:
1. العودة التدريجية للطعام:
بعد أسابيع من الصيام، يجب إعطاء الجهاز الهضمي فرصة للتأقلم من جديد. يُنصح ببدء اليوم بوجبات خفيفة موزعة على فترات، لتفادي الضغط على المعدة وتحفيز الهضم بشكل طبيعي.
2. شرب الماء بانتظام:
بعد الصيام، يصبح الجسم بحاجة إلى تعويض السوائل. ينصح بشرب ما بين 1.5 و2 لتر من الماء يوميًا، إلى جانب تناول أطعمة غنية بالماء مثل الخيار، البطيخ، أو الحساء، مما يساعد أيضًا على تنشيط الجهاز الهضمي ومنع الإمساك.
3. إعادة إدخال الألياف تدريجيًا:
رمضان قد يؤدي إلى تقليل تناول الألياف الضرورية لصحة الأمعاء. لذا، يُنصح بإعادة إدراج الخضروات، الفواكه الطازجة، الحبوب الكاملة، والبقوليات في النظام الغذائي بشكل تدريجي، لتعزيز حركة الأمعاء وتنظيف الجهاز الهضمي.
4. تجنّب الإفراط في الدهون والسكريات:
بعد انتهاء الصيام، قد يكون من المغري تناول الحلويات والمقليات. لكن الإفراط في هذه الأطعمة قد يسبب اضطرابات في الكبد وارتجاع معدي وانتفاخات. الأفضل هو اختيار أطعمة صحية مثل الأسماك، اللحوم البيضاء، زيت الزيتون، الفواكه الجافة، والخضروات.
5. دعم البكتيريا النافعة (البروبيوتيك):
النظام الغذائي في رمضان قد يؤثر على توازن الميكروبيوم المعوي، لذلك يُستحسن تناول أطعمة مثل الزبادي، الموز، الثوم، والبصل التي تساعد على استعادة التوازن البكتيري الطبيعي وتحسين الهضم.
ختامًا، يشدد الدكتور حمرراس على أن العودة التدريجية والمنظمة للتغذية هي المفتاح الأساسي لتفادي المشاكل الصحية بعد رمضان، وضمان انتقال صحي وآمن نحو روتين الأكل المعتاد.