في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس عن إبطال ترخيص جامعة هارفرد الخاص ببرنامج تسجيل الطلاب الأجانب وتبادل الزوار، في تصعيد حاد للنزاع القائم بين البيت الأبيض وأحد أبرز الصروح الأكاديمية في العالم.
وجاء القرار بعد أن رفضت هارفرد، التي خرجت 162 فائزًا بجائزة نوبل، طلبًا من الإدارة الأمريكية بإخضاع عمليات التسجيل والتوظيف فيها لرقابة سياسية، وسط اتهامات وجهها ترامب للجامعة بـأنها “مؤسسة يسارية متطرفة” و”معادية للسامية”، ومنخرطة في ما يُعرف بـ”أيديولوجيا اليقظة (Woke ideology)” التي لطالما هاجمها في تصريحاته.
وفي رسالة رسمية إلى رابطة جامعات “آيفي ليغ”، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم:
“بمفعول فوري، تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفرد.”
وأضافت أن تسجيل الطلاب الأجانب “امتياز، وليس حقًا مطلقًا”، مؤكدة أن كل الجامعات مطالبة بالامتثال لشروط وزارة الأمن الداخلي، بما في ذلك أنظمة الإبلاغ الخاصة ببرنامج الطلاب والزائرين (SEVP).
وكان ترامب قد هدّد سابقًا بمنع هارفرد من تسجيل الطلاب الأجانب ما لم تلتزم بالإشراف الحكومي، وهو ما رفضته الجامعة، التي لم تصدر بعد أي بيان رسمي تعقيبًا على القرار.
وتشير بيانات جامعة هارفرد إلى أن الطلاب الأجانب شكّلوا أكثر من 27% من إجمالي المسجّلين للعام الدراسي 2024-2025، ما يعني أن القرار قد يؤثر بشكل مباشر على الآلاف من الطلاب الدوليين ويضع مستقبلهم الأكاديمي في مهب الريح.
ويُعد هذا الإجراء الأحدث في سلسلة خطوات تقوم بها إدارة ترامب في إطار تشديد الرقابة على المؤسسات الأكاديمية والتضييق على ما تعتبره نفوذًا ليبراليًا مفرطًا داخل الجامعات الأمريكية، مما يعمّق الانقسام بين البيت الأبيض والمؤسسات التعليمية النخبوية.