عبّر وزير الخارجية الإسباني، الاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، عن امتنانه للمغرب على دعمه خلال انقطاع التيار الكهربائي الكبير الذي أثر على إسبانيا في 28 أبريل.
خلال ظهوره اليوم أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، شكر ألباريس المغرب، إلى جانب فرنسا، على مساعدتهما في إعادة تشغيل محطات الطاقة الإسبانية بسرعة بعد الانقطاع.
وقال الوزير: “هذه مرة أخرى دليل على العلاقات الممتازة بيننا وبين جيراننا، خاصة مع المغرب”، مذكرًا أن الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى مدريد، أكدت أن “العلاقات بين البلدين تتمتع الآن بأفضل حال في تاريخها”.
كان الانقطاع الكهربائي الواسع في 28 أبريل قد أثر بشكل خاص على المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة الإيبيرية. في منطقة كامبو دي جبل طارق، تعرضت مدن مثل ألخيسيراس، لا لينيا، سان روكي، لوس باريوس وطاريفا لانقطاعات طويلة استمرت في بعض الحالات حتى صباح اليوم التالي.
وأرجعت الحكومة الإسبانية الحادثة إلى فصل مفاجئ قدره 15 جيجاوات، مما تسبب في تأثير الدومينو عبر الشبكة. ومع ذلك، ظهرت تقارير ونظريات منذ ذلك الحين حيث أعلنت مجموعات “الهاكتيفيست” المؤيدة لروسيا مثل “دارك ستورم تيم” و”نونام 057″ مسؤوليتها برسالة غامضة تشير إلى المواقع الحكومية التي تم اختراقها. ومع ذلك، أكدت الحكومة الإسبانية أنها لا تعزو الحادث إلى هجوم سيبراني.
خلال الأزمة، طلبت “ريد إلكتريكا إسبانيا” (REE) دعمًا من المغرب عبر خطين بحريين يربطان طاريفا بمحطة فرديعة المغربية شرق طنجة. تمثل هذه الروابط جزءًا من بنية تحتية استراتيجية مشتركة بين البلدين، حيث تتمتع هذه الخطوط بقدرة إجمالية تبلغ 900 ميجاوات ولعبت دورًا حاسمًا في استعادة الإمدادات.
وقد حشد المغرب حتى 38% من طاقته الإنتاجية لتوفير الكهرباء لإسبانيا عبر خطي الربط البحرية تحت مضيق جبل طارق. تم تشغيل هذين الخطين في عامي 1997 و2006 ولديهما قدرة إجمالية تبلغ 1,400 ميجاوات تحت جهد 400 كيلوفولت.
وعادة ما تكون المغرب مستوردًا للكهرباء من إسبانيا، إلا أن المغرب قام بعكس تدفق الطاقة بناءً على طلب مشغل الشبكة الإسبانية. بنهاية اليوم، كان المغرب يصدر 519 ميجاوات شمالًا بعد أن استورد 778 ميجاوات في وقت سابق من اليوم، وفقًا لبيانات منصة “إلكتريسيتي مابس”.
يستند الربط بين البلدين إلى نظام مزدوج من سبعة كابلات بحرية تربط محطة فرديعة، بالقرب من طنجة، إلى طاريفا في الأندلس. هذا الرابط، الذي تم تشغيله منذ عام 1988، يمتد لمسافة 29 كيلومترًا على عمق يصل إلى 620 مترًا.
يتم حاليًا تطوير كابل ربط ثالث، بتمويل مشترك من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) وريد إلكتريكا، بمبلغ قدره 150 مليون يورو، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة في عام 2026.