تواجه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موجة جديدة من الانتقادات، بعد أن كُشف عن قيامها عن طريق الخطأ بإضافة الصحفي جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، إلى مجموعة دردشة مشفرة كانت تناقش خططًا عسكرية حساسة تتعلق بهجمات أمريكية على اليمن.
وقد روى غولدبرغ بنفسه تفاصيل الواقعة في مقال نُشر يوم الإثنين تحت عنوان “إدارة ترامب أرسلت لي خططها الحربية بالخطأ”، حيث كشف كيف تلقى معلومات سرية قبل ساعات من تنفيذ الهجمات الجوية الأمريكية.
وبحسب روايته، تلقى غولدبرغ رسالة على تطبيق “سيغنال” من مستخدم يُدعى “مايكل والتز”، اعتقد في البداية أنها مزحة أو خطأ. لكن تبين لاحقًا أن الشخص الذي أضافه للمجموعة لم يكن سوى مستشار الأمن القومي مايكل والتز نفسه.
وقد تم إدراج غولدبرغ في مجموعة تحمل اسم “Houthi PC Small Group”، والتي ضمّت 18 مسؤولًا رفيع المستوى، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسث.
وأوضح غولدبرغ أن المجموعة ناقشت بشكل مباشر خطط الضربات الجوية الأمريكية على اليمن، والتي أسفرت لاحقًا عن مقتل 53 شخصًا. وكتب متفاخرًا أنه “بينما علم العالم بالهجمات الأمريكية في 15 مارس، قبيل الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة، كنت قد علمت قبل ذلك بساعتين أنها قادمة”.
وفي أعقاب الفضيحة، أكدت مجلس الأمن القومي الأمريكي صحة الواقعة، حيث صرّح المتحدث الرسمي براين هيوز بأن الرسائل التي أوردها التقرير “تبدو أصلية”، مضيفًا أن المجلس بصدد التحقيق في كيفية إضافة رقم بالخطأ إلى سلسلة المراسلات.
ورغم الخطأ الفادح، دافع هيوز عن النقاشات التي دارت في المجموعة، واصفًا إياها بأنها مثال على “تنسيق سياسي عميق ومدروس” بين المسؤولين رفيعي المستوى.
الحادثة تثير أسئلة خطيرة حول سلامة تبادل المعلومات السرية داخل الإدارة، ومستوى التأمين الرقمي في التعامل مع القضايا العسكرية بالغة الحساسية، خصوصًا في ظل سياقات إقليمية معقدة كهذه.