قررت محكمة تركية، يوم الأربعاء 9 يوليو 2025، تقييد الوصول إلى جزء من محتوى روبوت الدردشة Grok، الذي طورته شركة xAI التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وذلك بعد تقارير عن إساءات وُجهت للرئيس رجب طيب أردوغان ومؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، إلى جانب القيم الدينية، في إجابات تولّدها المنصة باللغة التركية.
تحقيق رسمي واتهامات بالإساءة لقيم الدولة
وبحسب سلطات إنفاذ القانون، فإن بعض ردود Grok تضمنت عبارات تُصنّف قانونيًا على أنها إهانات يعاقب عليها القانون التركي بالسجن لمدة قد تصل إلى أربع سنوات. وقد فتحت النيابة العامة في العاصمة أنقرة تحقيقًا رسميًا في الواقعة، لتحديد مدى مسؤولية الشركة المطورة عن المحتوى المنشور عبر روبوت الذكاء الاصطناعي.
وتُعد هذه المرة الأولى في تركيا التي يُتخذ فيها قرار قضائي بحجب محتوى تم إنشاؤه عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس تطورًا جديدًا في الرقابة القانونية على المحتوى الرقمي المدعوم بالتقنيات الذكية.
خبراء: نحو 50 منشورًا قيد التحقيق
وفي تصريح للخبير في القانون السيبراني، يامان أكدنيز، الأستاذ في جامعة بيلغي بإسطنبول، أوضح أن السلطات التركية حدّدت قرابة 50 منشورًا ناتجًا عن Grok كأدلة في التحقيق الجاري. وقد أصدرت المحكمة أمرًا بـ”تقييد الوصول وحذف المحتوى المسيء”، بدعوى حماية النظام العام والاحترام الواجب لرموز الدولة ومعتقداتها.
رد ماسك وتحديثات مرتقبة على النموذج
وكان إيلون ماسك قد أشار في تصريحات سابقة إلى وجود مشكلات في تدريب النماذج اللغوية، قائلاً:
“أي نموذج أساسي مدرب على بيانات غير مصححة يحتوي على الكثير من القمامة.”
وأكد أن شركته تعمل على تحديث Grok وتحسين جودة البيانات التي يُدرّب عليها لتفادي المشكلات المشابهة.
سياق أوسع: الذكاء الاصطناعي ومساءلة المحتوى
الجدل حول Grok يفتح باب التساؤلات حول المسؤولية القانونية لمطوري الذكاء الاصطناعي في حال نشر محتوى ينتهك القوانين المحلية أو يسيء إلى رموز وطنية ودينية. ويأتي هذا في ظل توسع استخدام روبوتات الدردشة حول العالم، وتزايد النقاش حول مدى قدرة الأنظمة القانونية على مواكبة هذا التطور السريع.