شهدت بطولة كأس العالم للأندية 2025 لحظة تاريخية يوم الخميس، حيث أطاح كل من إنتر ميامي الأمريكي وبوتافوغو البرازيلي بعمالقة أوروبا، منهين بذلك 13 عامًا من الهيمنة الأوروبية على كرة القدم العالمية للأندية.
وتمكن إنتر ميامي من قلب تأخره إلى فوز مثير 2-1 أمام بورتو البرتغالي بفضل ركلة حرة ساحرة من النجم ليونيل ميسي، فيما فرض بوتافوغو سيطرته التكتيكية وانتزع فوزًا ثمينًا 1-0 على باريس سان جيرمان، بطل دوري أبطال أوروبا.
وتُعد هذه النتائج تحولًا دراميتيكيًا في مسار البطولة، التي لطالما سيطرت عليها الأندية الأوروبية منذ آخر تتويج غير أوروبي في عام 2012، حين توج كورينثيانز البرازيلي على حساب تشيلسي.
فوز بوتافوغو، على وجه الخصوص، كان لافتًا من حيث التحضير والانضباط. الفريق البرازيلي وصل إلى الولايات المتحدة مبكرًا وأجرى معسكرًا تدريبيًا مكثفًا في لوس أنجلوس، عكس مشاركته المرهقة في نسخة كأس الإنتركونتيننتال السابقة، عندما خاض الجولة الأخيرة من الدوري المحلي ثم سافر إلى قطر في ظرف 72 ساعة فقط.
ضد باريس سان جيرمان، قدّم رجال المدرب البرتغالي ريناتو بايفا درسًا في التنظيم الدفاعي، حيث أغلقوا المساحات أمام الهجوم الفرنسي، الذي استحوذ على الكرة لكنه فشل في خلق فرص حقيقية. وقال بايفا بعد المباراة:
“مقبرة كرة القدم مليئة بالمرشحين المزعومين.”
وسجل بوتافوغو هدف المباراة الوحيد من هجمة مرتدة سريعة قادها المهاجم إيغور جيسوس، مستغلين فرصة نادرة وسط الضغط الفرنسي المكثف.
من جهته، نجح إنتر ميامي بقيادة ميسي في إظهار شخصية قوية أمام بورتو، حيث قلب الفريق الأمريكي تأخره إلى فوز بفضل ركلة حرة خرافية سددها ميسي في الزاوية العليا، لتؤكد عودة الأسطورة الأرجنتينية لتألقه في المحافل الكبرى.
ورغم تراجع مستوى بورتو هذا الموسم، إلا أن فوز إنتر ميامي يحمل دلالات مهمة على صعيد التوازن الجديد بين القارات في منافسات الأندية العالمية، خصوصًا بعد تحسن ظروف التحضير والمواعيد للفرق غير الأوروبية.
المواجهة القادمة ستضع فرقًا أخرى من أمريكا الجنوبية في اختبار مشابه، حيث سيواجه فلامنغو البرازيلي فريق تشيلسي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني سيصطدم بـ بايرن ميونخ. أي فوز جديد من طرف أمريكا الجنوبية سيكون بمثابة ضربة جديدة للهيبة الأوروبية، ورسالة لباقي الأندية العالمية أن هيمنة القارة العجوز لم تعد أمرًا مسلمًا به.