وقع عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني (DGSN-DGST)، خطة عمل مشتركة مع نظيره الفرنسي لويس لوغييه يوم الثلاثاء في الرباط.
تُحدد الاتفاقية إطار التعاون بين مصالح الأمن في المغرب والشرطة الوطنية الفرنسية في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
تم التوقيع خلال زيارة رسمية قام بها لوغييه إلى المغرب، حيث كان مرفوقًا بالسفير الفرنسي في الرباط كريستوف لوكورتير، ووفد أمني رفيع المستوى ضم عددًا من المديرين من الإدارات المركزية للشرطة الوطنية الفرنسية.
ووفقًا لبيان صادر عن DGSN-DGST، فإن هذه الخطة “تضع خارطة طريق مشتركة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بين البلدين الشقيقين.”
أهمية الاتفاقية:
تكتسب الاتفاقية أهمية كبيرة حيث تعكس الآليات الاستثنائية للتعاون التي تجمع منذ عقود بين مصالح الأمن في الرباط وباريس. تهدف الخطة إلى تطوير وتوسيع مجالات التعاون، بما في ذلك إمكانية إنشاء مجموعات عمل مشتركة لمعالجة التحديات المختلفة المتعلقة بالجريمة المنظمة، مثل تعقب الفارين من العدالة والأشخاص المطلوبين دوليًا.
تفتح الاتفاقية أيضًا آفاقًا واعدة للتعاون الأمني والمساعدة المتبادلة بين خدمات الشرطة على جانبي البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز بشكل خاص على التدريب وتبادل المعلومات والمساعدة التقنية والتعاون العملياتي.
التعاون بين الجانبين:
خلال الاجتماع، أعرب المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية عن امتنانه العميق للدور الذي لعبته خدمات الأمن المغربية في دعم الجهود الأمنية الفرنسية، مشيرًا بشكل خاص إلى المساعدة المغربية في مكافحة التهديدات الإرهابية، وملاحقة واعتقال الأشخاص المطلوبين من قبل القضاء الفرنسي في قضايا الجريمة المنظمة، وتأمين الألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس.
كما عبّر لوغييه عن استعداد فرنسا لتقديم كل الدعم الممكن لمساعدة الشرطة المغربية في البروتوكولات الأمنية للأحداث الرياضية الدولية، حيث أن المغرب يستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 والتحضير لبطولة كأس العالم 2030.
وسام جوقة الشرف:
في إطار الزيارة، قدّم السفير الفرنسي كريستوف لوكورتير وسام جوقة الشرف للمسؤول حموشي، مع شهادة بهذا الوسام بدرجة “ضابط” التي منحها له السلطات الفرنسية. وأكدت الوفد الفرنسي أن منح حموشي أرفع وسام فرنسي يعكس الدور القيادي لخدمات الأمن المغربية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
تأتي هذه التقديرات بعد أسابيع من انتخاب الإنتربول للمغرب نائبًا لرئيس مجموعة الخبراء العالمية في مجال الجرائم الإلكترونية في يونيو الماضي. كما صوتت أغلبية كبيرة من أعضاء الإنتربول لصالح المغرب لتولي منصب نائب رئيس الإنتربول في إفريقيا خلال الجمعية العامة الـ92 للإنتربول التي انعقدت في غلاسكو في نوفمبر الماضي.
وقد أثنى رئيس الإنتربول أحمد ناصر الريسي مؤخرًا على جهود الأمن المغربية خلال زيارته إلى الجديدة في مايو، معتبراً أن النظام الأمني في المغرب “متقدم، وفعال، ومحترف، ويلتزم باحترام حقوق الإنسان.”
الاستعداد لاستضافة الجمعية العامة للإنتربول:
من المنتظر أن يستضيف المغرب الجمعية العامة الـ93 للإنتربول في مراكش في وقت لاحق من هذا العام، بعد أن استلم علم الإنتربول من غلاسكو كجزء من عملية التسليم الرسمية.
التعاون الثنائي بين حموشي ونظيره الفرنسي:
ركزت المحادثات المكثفة بين حموشي ونظيره الفرنسي على تقييم التعاون الثنائي في المجال الأمني ومراجعة القضايا المختلفة ذات الاهتمام المشترك. كما تم مناقشة آليات جديدة لتعزيز المساعدة المتبادلة بين الجانبين لضمان أعلى مستويات الجاهزية في مواجهة المخاطر والتهديدات الأمنية.
التعاون الاستراتيجي:
يتماشى هذا التعاون مع الإطار الأوسع للشراكة الاستراتيجية التي أطلقها الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر 2024.
وفي اليوم السابق، يوم الاثنين، أشار حموشي إلى التزام DGSN بدعم الجهود ضد الجرائم التي تؤثر على الموارد الغابية. وتحدث في يوم دراسي في القنيطرة عن أهمية استخدام الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة في التحقيقات الجنائية وتعزيز قدرات الموظفين من خلال برامج تدريبية متخصصة.