تستعد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، لاحتضان الدورة السابعة والثلاثين من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 15 يوليوز 2025، في تظاهرة ثقافية تُكرّس تقليدًا فنّيًا جامعًا امتد على مدى ما يقرب من أربعة عقود.
أربعة عقود من التراكم والإشعاع الثقافي
تأتي هذه الدورة في سياق احتفالي مميز، حيث يواصل المهرجان، الذي انطلقت أولى دوراته سنة 1988، أداء دوره كجسر بين الثقافات وتجارب المسرح الجامعي من مختلف أنحاء العالم، جامعًا بين العروض المسرحية الطلابية المغربية والدولية، ومحترفات تكوينية فنية ومهارية، إلى جانب لجنة تحكيم دولية وأسماء وازنة من المبدعين والمهنيين والمتخصصين في المسرح.
تاريخ تأسيسي حافل بالتحولات
وفي تصريح إعلامي، أوضح أحمد طنيش، المسؤول الإعلامي للمهرجان، أن انطلاقة “المسرح الجامعي” جاءت بعد المناظرة الوطنية للثقافة سنة 1986، والتي دعت إلى تجذير الفعل الثقافي في الجامعة. وأضاف أن أواخر الثمانينيات شهدت تأسيس مؤسسات ثقافية مفصلية مثل المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والقناة الثانية المغربية، بالتوازي مع أفول تجربة مسرح الهواة، مما ساعد على انتقال دينامية المسرح إلى فضاء الجامعة.
وأكد طنيش أن هذا المهرجان لطالما كان نافذة المغرب على المسرح العالمي، حيث استضاف عروضًا وتجارب من مختلف القارات، بل ومن دول اندثرت مثل جمهوريات المعسكر الشرقي السوفياتي، قبل سقوط جدار برلين، ما يجعل منه سجلًا حيويًا لتحولات المشهد المسرحي دوليًا ومحليًا.
الدار البيضاء.. عاصمة المسرح الجامعي عالميًا؟
في هذا السياق، لا تخلو تصريحات المشاركين الأجانب من إشادة بالمكانة التي أصبحت تحتلها الدار البيضاء على الساحة المسرحية الجامعية. ويُستشهد هنا بتصريح لأحد المبدعين الإيطاليين الذي قال في إحدى الدورات السابقة:
“علينا أن نعترف، نحن الأوروبيين، بأن الدار البيضاء أصبحت عاصمة المسرح الجامعي.”
مسرح بفكر كوني ورؤية إنسانية
يحمل هذا المهرجان في جوهره رؤية تتجاوز الترفيه أو الفرجة، ليكون منصة فكرية وفنية تفتح آفاق الحوار بين الشعوب، وتُعزز الانفتاح على الآخر من خلال الإبداع المسرحي. ومن خلال تراكمه المستمر، صار مهرجان المسرح الجامعي بالدار البيضاء مرجعًا لفهم تحولات المسرح المعاصر في العالم العربي وإفريقيا، بل وفي القارات الخمس.