تتواصل في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات بين وفدين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وأوكرانيا، في إطار المساعي الدولية لوقف الحرب المستمرة في أوكرانيا. وتركز هذه الجولة على مناقشة المقترحات المتعلقة بوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو، ضمن جهود دبلوماسية تشهدها المملكة في هذا الملف الحساس.
وتأتي هذه اللقاءات عقب مباحثات شهدتها الرياض يوم أمس الإثنين، تضمنت اجتماعين منفصلين، الأول بين الوفد الأمريكي ونظيره الروسي، والثاني بين الأمريكيين والأوكرانيين، حيث تناولت المحادثات قضايا فنية، أبرزها سبل حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، إضافة إلى ملف الأطفال الأوكرانيين المختطفين، وطرح فكرة وقف جزئي لإطلاق النار.
وفيما يخص الجانب الروسي، أعلنت وزارة الخارجية في موسكو انتهاء المشاورات المغلقة بين اللجان الفنية الروسية والأمريكية في الرياض، مشيرة إلى أن الكرملين والبيت الأبيض يعتزمان إصدار بيان مشترك لاحقًا اليوم، لتوضيح نتائج المحادثات.
اللقاءات التي عُقدت خلف أبواب مغلقة ناقشت أيضًا إمكانية إعادة تفعيل اتفاقية البحر الأسود لعام 2022، والتي سبق أن شكلت إطارًا للتعاون في ملفات حساسة تتعلق بالأمن الإقليمي وسلامة الممرات البحرية.
وكان الوفد الأوكراني قد اجتمع أولًا مع الفريق الأمريكي، حيث ترأس الجانب الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، فيما مثّل الولايات المتحدة أندرو بيك، أحد كبار مديري مجلس الأمن القومي، ومايكل أنتون، المسؤول البارز في وزارة الخارجية الأمريكية. وصرّح الوزير الأوكراني بعد اللقاء بأن المحادثات كانت “مثمرة ومركّزة”، مؤكدًا أن بلاده تواصل سعيها لتحقيق “سلام عادل ومستدام” يضمن سيادتها ويحترم المعايير الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن الرياض أصبحت مؤخرًا مركزًا مهمًا في جهود الوساطة الدولية، خاصة مع ما توفره من حياد سياسي ومساحة آمنة لعقد مفاوضات دقيقة وحساسة بين أطراف الصراع، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لتكثيف التحركات الدبلوماسية وإنهاء الحرب التي ألقت بظلالها على الأمن العالمي.