Table of Contents
شهدت إسبانيا، صباح يوم 20 مايو الجاري، أعطالاً ضخمة في شبكات الاتصالات الخلوية وخدمات الإنترنت، أثّرت على معظم أنحاء البلاد، وتسببت في توقف شبه تام للتواصل الرقمي سواء بين الأفراد أو داخل المؤسسات، مما خلّف موجة استياء واسعة بين المواطنين.
الانقطاع طال جميع شركات الاتصالات الكبرى في البلاد، بما في ذلك Movistar وOrange وVodafone وDigimobil وO2، وبدأت الأعطال في الساعة الخامسة صباحًا تقريبًا، قبل أن تمتد بسرعة إلى المدن الكبرى مثل مدريد، برشلونة، بلنسية، إشبيلية، مالقة، مورسيا، وبلباو.
تداعيات واسعة وخطيرة
تسبب هذا الخلل الفني في توقف خدمة الهاتف المحمول، وعجز المستخدمين عن إرسال الرسائل النصية أو استخدام الإنترنت عبر الهواتف. كما أبلغ الكثير من المواطنين عن انقطاع كامل في الاتصال، مما جعل العمل والتعليم عن بُعد مستحيلين.
خدمات الطوارئ لم تكن بمنأى عن الأضرار، حيث تعطّل الرقم الأوروبي 112 في عدد من المناطق، ما دفع حكومة فالنسيا إلى الإعلان عن رقم بديل للطوارئ، كما اضطرت خدمة 112 في منطقة أراغون إلى نشر ثلاثة أرقام بديلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
الشركات أيضًا واجهت صعوبات جسيمة، حيث فقد عدد كبير منها القدرة على الاتصال بالأنظمة الرقمية، مما أعاق العمل وتعطلت خدمات تحديث البرامج وربط أجهزة الحواسيب بالشبكات الداخلية والخارجية.
ما السبب؟
السبب المرجح لهذا الانقطاع، وفقًا للتقارير المحلية، هو فشل في تنفيذ تحديث شامل لشبكات الاتصالات قامت به شركة Telefónica، وهي ثاني أكبر شركة اتصالات في إسبانيا والمزود الرئيسي للبنية التحتية لشبكات الهاتف المحمول في البلاد. وتخدم Telefónica ملايين المستخدمين وتعمل في 18 دولة.
خلفية: انقطاع كهرباء سابق
يُذكر أنه في 28 أبريل الماضي، شهدت إسبانيا إلى جانب البرتغال وأندورا وأجزاء من فرنسا، انقطاعًا واسعًا في الكهرباء، تسبب حينها في توقف جميع محطات الطاقة النووية الإسبانية عن تلقي التيار الخارجي، وهو ما اعتُبر من أكبر الحوادث في البنية التحتية للطاقة منذ سنوات. وأفادت الحكومة الإسبانية حينها أنها لاحظت فقدانًا جديدًا وحرجًا في إنتاج الكهرباء قبل الحادث مباشرة.
الانقطاع الأخير في الاتصالات يسلط الضوء مجددًا على هشاشة البنية التحتية الرقمية، والحاجة الماسة إلى خطط طوارئ فعالة وتحديثات أكثر أمانًا لضمان استمرار الخدمات الحيوية.