وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سلسلة من الاتفاقيات الكبرى، خلال حفل رسمي أقيم يوم الثلاثاء في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن زيارة ترامب إلى منطقة الخليج التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.
وتُعد أبرز هذه الاتفاقيات تلك المتعلقة بشراء أكثر من 160 طائرة بوينغ من قبل الخطوط الجوية القطرية، في صفقة وصفها ترامب بأنها “أكبر مبيعات في تاريخ الشركة الأمريكية”، مُقدّرًا قيمتها بأكثر من 200 مليار دولار، وهو ما يمثل دعمًا قويًا للصناعة الأمريكية ودفعة كبيرة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
تعزيز التعاون الدفاعي والدبلوماسي
إلى جانب الصفقة التجارية، وقع الطرفان خطاب نوايا للتعاون الدفاعي، وآخر يتعلق بشراء طائرات مسيّرة من طراز MQ-9B، المعروفة بتقنياتها المتقدمة في المراقبة والهجوم.
كما تم توقيع إعلان مشترك لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الدبلوماسية والتجارية والعسكرية، ما يعكس مسعى البلدين لتوسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية في ظل التحولات الجيوسياسية الإقليمية.
تصريحات القادة: ارتقاء بالعلاقات إلى “مستوى جديد”
وعقب مراسم التوقيع، عبّر أمير قطر عن ارتياحه لمسار المباحثات، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات ستنقل العلاقات بين البلدين إلى “مستوى آخر من التعاون”، بينما وصف ترامب الشيخ تميم بأنه “رجل مميز”، مؤكدًا أنهما ناقشا قضايا دولية كبرى، من بينها إيران، الحرب الروسية الأوكرانية، والتجارة العالمية.
لقاء بارز مع إيلون ماسك
وفي سياق الزيارة، التقى محافظ مصرف قطر المركزي، الشيخ بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، حيث تناول اللقاء ملفي التمويل والاستثمار العالمي، بحسب بيان صادر عن البنك المركزي.
ويُذكر أن ماسك كان قد ترأس لجنة استشارية أمريكية خاصة بكفاءة الحكومة، تم تعيينه فيها من قبل ترامب خلال ولايته الثانية، قبل أن يبدأ بالتراجع عن مهامه تدريجيًا منذ أواخر أبريل الماضي.
جولة خليجية وصفقات ضخمة
تندرج هذه الاتفاقيات ضمن جولة ترامب الخليجية التي تستغرق أربعة أيام، بدأها يوم الاثنين من السعودية، حيث وقع اتفاقيات تبلغ قيمتها 600 مليار دولار مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتتواصل الجولة لتشمل قطر والإمارات.
وقد أثارت الجولة بعض التكهنات بعد تجاهل ترامب زيارة إسرائيل، مما اعتبره البعض مؤشراً على توتر في العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. إلا أن ترامب أوضح لاحقًا أن تعزيز العلاقات مع دول الخليج يصب في مصلحة إسرائيل، قائلاً:
“هذا جيد لإسرائيل… عندما تكون لي علاقات مثل هذه مع هذه الدول، أعتقد أن ذلك مفيد جدًا لإسرائيل”، وذلك في تصريحات أدلى بها من على متن الطائرة الرئاسية قبيل هبوطه في الدوحة.