يتخذ المغرب خطوة استراتيجية جريئة نحو الانخراط في واحد من أكبر أسواق السياحة في العالم، من خلال سعيه للحصول على شهادة “China Ready”، ليكون بذلك أول بلد في شمال إفريقيا يشرع رسميًا في إجراءات نيل هذه الشهادة المرموقة، التي تصدرها وكالة CBISN الصينية ومقرها بكين.
تأتي هذه الخطوة في إطار خطة شاملة يقودها المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) بهدف ترسيخ مكانة المملكة كوجهة مفضلة للسياح الصينيين، الذين يتجاوز عددهم 150 مليون سائح سنوياً، ويتميّزون بقدرة شرائية عالية ورغبة متزايدة في خوض تجارب ثقافية غامرة. وقال أشرف فيدة، المسؤول بالمكتب الوطني للسياحة، إن الشهادة ليست مجرد اعتراف رسمي، بل “تمثل بوابة لدخول أحد أكبر الأسواق السياحية في العالم”.
قبل نيل الشهادة، سيخضع القطاع السياحي المغربي لتقييم شامل يشمل جودة الإقامة، وشبكات النقل، ومستوى الخدمات، ومدى ملاءمتها لتطلعات السياح الصينيين. ومن أبرز التعديلات المقترحة: ترجمة المواد الترويجية إلى اللغة الصينية (الماندرين)، دمج أنظمة الدفع عبر الهاتف الشائعة في الصين، وتوفير موظفين يتحدثون الماندرين في المواقع السياحية الرئيسية.
انطلقت أولى الخطوات التنفيذية يوم 7 ماي 2025 في الرباط، عبر تنظيم ورشة عمل تأطيرية لفائدة مهنيي القطاع، تحت إشراف خبير من وكالة CBISN. وتشكّل هذه الورشة بداية برنامج دعم يمتد لعام كامل، يهدف إلى تأهيل المنظومة السياحية المغربية لاستقبال الزوار الصينيين وفق أعلى المعايير.
في خطوة لتعزيز التعاون التجاري، يجري التحضير لتنظيم حدث B2B كبير بالمغرب، من المنتظر أن يستقطب حوالي 60 من أبرز وكالات الأسفار الصينية، بهدف ربطها مباشرة بالفاعلين المغاربة وفتح آفاق شراكات طويلة المدى.
يسعى المكتب الوطني المغربي للسياحة إلى مضاعفة عدد السياح الصينيين ثلاث مرات في غضون عامين، من خلال تجارب مخصصة، وشراكات أقوى مع شركات الطيران ومنصات السفر الإلكترونية الصينية، إضافة إلى تسويق ثقافي مدروس يعكس جاذبية المغرب وتنوعه. ويمثل هذا التوجه مزيجًا من الذكاء التسويقي والانفتاح الثقافي، يعكس رغبة المملكة في أن تصبح فاعلًا رئيسيًا في المشهد السياحي العالمي.