خلص تقرير استخباراتي أولي أمريكي سرّي إلى أن الضربة الأمريكية التي استهدفت إيران لم تُدمّر برنامج طهران النووي بالكامل، بل أعادته بضعة أشهر فقط إلى الوراء. هذا التقرير يتناقض مع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي زعم أن الضربة كانت “مؤثرة للغاية” ودمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل.
ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة على تقرير وكالة استخبارات الدفاع، فإن الضربات الجوية التي نفذت يوم الأحد لم تؤدِّ إلى تدمير أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب. بل أسفرت عن إغلاق بعض مداخل المنشآت النووية دون التأثير على المباني المقامة تحت الأرض.
ورغم هذا التقرير، سارع ترامب إلى نفي هذه المعلومات، متهمًا وسائل الإعلام، خاصة شبكة “سي إن إن” وصحيفة “نيويورك تايمز”، بشن حملة ضدّه. وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشل” للتواصل الاجتماعي: “شبكة سي إن إن للأخبار الكاذبة، بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة، ضافرتا لتشويه سمعة أحد أنجح الضربات العسكرية في التاريخ… المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل!”
من جانبه، أكّد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن المنشآت النووية في نطنز وأصفهان وفوردو قد دُمّرت، موضحًا أن “أجهزة الطرد المركزي في هذه المنشآت الثلاث قد تضررت أو دُمّرت بالكامل”، وأكد أن الإيرانيين سيحتاجون إلى سنوات لإحياء برنامجهم النووي.
في المقابل، كان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال دان كين أكثر تحفّظًا، حيث قال إن “التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لأضرار وتدمير شديدين، ولكن ليس إلى حد القضاء التام عليها”.
يذكر أنه تم قصف المواقع النووية الإيرانية بواسطة قاذفتين من نوع “بي-52” باستخدام قنابل “جي بي يو-57” الخارقة للتحصينات، بينما استهدفت غواصة أمريكية موقعًا ثالثًا بصواريخ “توماهوك” الموجهة.
كما صرح ترامب يوم أمس بأن “إيران لن تمتلك أسلحة نووية”، مؤكدًا أن “إيران لن تقوم بتخصيب اليورانيوم. ستصبح أمة تجارية كبيرة ولديها الكثير من النفط. كل شيء سيكون على ما يرام. آخر ما يفكر فيه الإيرانيون الآن هو الأسلحة النووية”.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني، أراكي، أن بلاده لن تتخلى عن برنامجها النووي، قائلاً: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة للحصول على هذه التكنولوجيا، وقد قدم علماؤنا تضحيات جسيمة. لقد عانى شعبنا من العقوبات بسبب ذلك، وفُرضت الحرب على بلدنا بسبب هذه القضية. بالطبع، لن يتخلى أحد في إيران عن هذه التكنولوجيا”.