استقبل وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم في الرباط، وفدًا من البرلمان البريطاني، في زيارة تأتي عقب التحول اللافت في موقف المملكة المتحدة من ملف الصحراء المغربية، حيث أعلنت رسميًا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي.
الوفد البرلماني، الذي يمثل المجموعة البريطانية في الاتحاد البرلماني الدولي ويقوده النائب فابيان هاميلتون، عقد سلسلة مباحثات مع بوريطة بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى المغرب يوم الأحد، والتي أعلن خلالها دعم حكومة بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واصفًا إياه بأنه “جدي وذو مصداقية”.
ويعكس هذا اللقاء البرلماني الدينامية الدبلوماسية المتنامية بين الرباط ولندن، والتي ازدادت وتيرتها مؤخرًا، خصوصًا في ظل توافق ثلاث دول من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على دعم مبادرة الحكم الذاتي، وفقًا لما أشار إليه هاميلتون في تصريحاته للإعلام المغربي.
المحادثات بين الجانبين ركزت على تعزيز التعاون التشريعي بين المؤسستين البرلمانيتين، في سياق دعم العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، لا سيما السياسية والاقتصادية والأمنية، وهو ما يعكس رغبة مشتركة في تعميق الشراكة بين البلدين.
ويُنظر إلى زيارة الوفد البريطاني كجزء من توجه أوسع للمملكة المتحدة نحو تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع شركائها في شمال إفريقيا، في سياق مراجعة شاملة لسياستها الخارجية بعد “البريكست”.
الدعم البريطاني لمبادرة الحكم الذاتي يُعد مكسبًا دبلوماسيًا للمغرب، الذي كثّف خلال السنوات الأخيرة جهوده لحشد دعم دولي لمقترحه كحل نهائي وعادل لقضية الصحراء.
الزيارة تشكل أيضًا استمرارًا لمسار الحوار الاستراتيجي بين الرباط ولندن، والذي يشمل مجالات متعددة من التجارة والاستثمار والتعليم إلى الطاقة المتجددة. وأشارت وزارة الخارجية المغربية إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف مزيدًا من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين بريطانيين في إطار تعميق الشراكة الثنائية.