فُجع الوسط الفني المغربي اليوم بوفاة الفنان الكبير محسن جمال، أحد أعمدة الموسيقى المغربية الأصيلة، بعد صراع طويل مع المرض. وأكدت ابنته نبأ الوفاة، التي وقعت بأحد مستشفيات مدينة طنجة، لتُطوى بذلك صفحة من أجمل صفحات الفن المغربي.
محسن جمال، المولود بمدينة طنجة سنة 1948، نشأ في بيئة فنية غنية على ضفاف المتوسط، حيث تغذّى منذ طفولته بألوان موسيقية متعددة من عمق التراث المغربي، ما ساهم في صقل موهبته وتشكيل هويته الفنية الفريدة.
بدأ مساره الفني بشكل فعلي في أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما انضم إلى الإذاعة الوطنية كمطرب، وسرعان ما أصبح اسمه مرادفًا للطرب الأصيل والإحساس المرهف.
ورغم تأثره بكبار الفن العربي مثل محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، إلا أن محسن جمال حافظ على هويته المغربية الخالصة، حيث كان حريصًا على تقديم أعمال تجمع بين الأصالة والتجديد، فمزج بين أنماط تقليدية كـ”العيطة” والإيقاعات الشعبية، وأساليب موسيقية حديثة.
طوال مسيرته التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدّم الفنان الراحل العديد من الأغاني التي لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، من أبرزها:
- الزين فالثلاثين
- أكيد أكيد
- اسمع ليا نواصيك
- عيونك قالو لي
- يا الغادي فطريق مولاي عبد السلام
- هادي سنين
شارك جمال في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية، وظل طوال مسيرته وفياً للفن الراقي الذي يخاطب الوجدان، ما جعله يحظى بمحبة الجمهور وتقدير النقاد.
وقد عبّر عدد من الفنانين المغاربة عن حزنهم الكبير لفقدان رمز من رموز الطرب، من خلال رسائل مؤثرة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أشادوا فيها بأخلاقه العالية وفنه الأصيل.
برحيل محسن جمال، تفقد الساحة الفنية المغربية أحد حراس الهوية الموسيقية الأصيلة، وفنانًا نذر حياته لخدمة التراث وتطويره بأسلوب متجدد لا يُشبه سواه.