نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل قاطع وجود أي نية لدى حكومته لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وذلك في مقابلة مثيرة للجدل بثتها قناة Fox News الأمريكية. جاء ذلك ردًا على تقارير إعلامية تحدثت عن نوايا إسرائيلية بهذا الشأن، والتي وصفها نتنياهو بأنها “كاذبة وتستند إلى محادثات لم تحدث أصلاً”، رافضًا الدخول في تفاصيل الموضوع.
وقال نتنياهو: “أستطيع أن أؤكد أننا نفعل ما يجب علينا فعله، وسنواصل القيام بما يجب علينا القيام به. والولايات المتحدة تدرك جيدًا ما هو في مصلحتها”.
وفي سياق الحديث، أشار نتنياهو إلى أن إيران تعتبر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “تهديدًا وجوديًا” لمشروعها النووي، خاصة بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني. وأضاف: “ترامب أوضح أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وهذا ما جعل منه عدوًا رقم واحد بالنسبة لهم”.
عملية “الأسد الصاعد”: ضربة استباقية أم تصعيد غير محسوب؟
وتطرق نتنياهو إلى العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران، والتي حملت اسم “الأسد الصاعد” وبدأت في 13 يونيو 2025، واصفًا إياها بأنها “واحدة من أكبر العمليات في تاريخ إسرائيل العسكري”، موضحًا أنها جاءت كرد على “خطر وجودي داهم”.
وقال إن طهران كانت تسابق الزمن من أجل إنتاج قنابل نووية، إلى جانب مضاعفة ترسانة صواريخها الباليستية لتصل إلى أكثر من 3600 صاروخ سنويًا، ما فرض على إسرائيل الرد بقوة.
العملية التي شنتها تل أبيب شملت قصف أكثر من 100 هدف استراتيجي داخل إيران، من بينها منشآت نووية في ناتانز وأصفهان، إضافة إلى مراكز أبحاث وقواعد تابعة للحرس الثوري. وأسفرت الضربات عن مقتل عدد من القيادات العسكرية البارزة ومهندسين نوويين.
رد إيراني وتصعيد مستمر
إيران لم تتأخر في الرد، حيث أطلقت عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما دفع تل أبيب إلى تفعيل أنظمة الدفاع الجوي وفي مقدمتها “القبة الحديدية”، ورفع حالة التأهب إلى أقصى درجاتها. ولا تزال المواجهات العسكرية بين الطرفين مستمرة، وسط مخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن مناقشة إسرائيل لسيناريو اغتيال المرشد الأعلى خامنئي، وهو ما أكده مسؤولون أمريكيون دون كشف هويتهم، مشيرين إلى أن إدارة ترامب رفضت هذه الخطط سابقًا خشية اندلاع حرب إقليمية شاملة.