أطلق ميناء طنجة المتوسط بالمغرب استراتيجية بيئية طموحة تهدف إلى القضاء على بصمته الكربونية وتعزيز استدامة مشغليه، وفق ما أعلنه مسؤولو الميناء خلال مشاركتهم في المعرض الدولي للنقل واللوجستيك بإفريقيا والمتوسط “لوجيسميد”. وخلال جلسة نقاش حول تحديات إزالة الكربون في الموانئ وقطاعات النقل واللوجستيك، استعرض أمين بن يسف، مدير إزالة الكربون بالميناء، المحاور الرئيسية للمهمة البيئية للميناء، والمتمثلة في تحقيق الحياد الكربوني الكامل لعملياته، وتقديم خدمات إزالة الكربون لشركات الشحن والشركاء.
وأوضح بن يسف أن الاستراتيجية تقوم على أربعة محاور رئيسية تشمل تزويد الميناء بالكهرباء الخضراء، تعزيز كفاءة الطاقة، تطوير حلول التنقل المستدام، واعتماد مبادئ الاقتصاد الدائري. وأضاف أن الميناء حقق بالفعل تقدماً كبيراً من خلال الاعتماد الكامل على الكهرباء المتجددة عبر اتفاقيات شراء طويلة الأمد، فضلاً عن مشاريع لإنتاج الطاقة الذاتية التي من شأنها تعزيز قدراته في مجال الطاقة الخضراء.
من أبرز الإنجازات أيضاً إنشاء بنية تحتية تتيح للسفن ربط محركاتها بالكهرباء الخضراء أثناء الرسو، ما يسمح بإيقاف محركاتها المساعدة ويقلل من الانبعاثات. وأشار بن يسف إلى أن هذا النظام يعمل حالياً على طول 800 متر من الأرصفة وسيتم توسيعه ليشمل محطات وفerries أخرى. وتماشياً مع توصيات مبادرة المناخ للموانئ العالمية، يُعد نظام تزويد السفن بالكهرباء من الشاطئ (OPS) خطوة محورية في تقليل التأثير البيئي للسفن خلال وجودها في الموانئ، من خلال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى.
وتوقع بن يسف أن تصبح هذه الممارسات معياراً عالمياً في الموانئ بحلول عام 2030. وتشمل جهود إزالة الكربون أيضاً سلسلة التوريد خارج حدود الميناء. وفي هذا السياق، عرض ميغيل ترويتيينو، المدير الإقليمي لشركة XPO Logistics المغرب، كيف توفق شركته بين الأداء التشغيلي والاستدامة البيئية ضمن شبكتها الواسعة التي تشمل المغرب وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال.
وأوضح ترويتيينو أن شركته تدير مليون متر مربع من المخازن، مما يجعلها مستهلكاً رئيسياً للطاقة والموارد، مشيراً إلى تركيزها على تحسين ممارسات الاستدامة عبر سلسلة التوريد، من خلال تقنيات مثل تحسين تحميل الشاحنات وتقليل الكيلومترات الفارغة. وقد طبقت الشركة حلولاً عملية تشمل التوسع في استخدام زيت الخضروات المهدرج (HVO)، واستبدال الإضاءة والمعدات كثيفة الاستهلاك للطاقة، واعتماد القوافل البرية المزدوجة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويُقام معرض “لوجيسميد” حتى 15 ماي الجاري تحت شعار “سلاسل الإمداد في المغرب: قطاع يعزز التنافسية والسيادة والتطور الاقتصادي”.