تشهد القارة الأوروبية موجة حرّ غير مسبوقة، دفعت السلطات في فرنسا إلى إعلان حالة تأهب قصوى، خاصة في باريس، التي شهدت إجراءات استثنائية أبرزها إغلاق الجزء العلوي من برج إيفل، وحظر بعض وسائل النقل الملوثة، وفرض قيود مشددة على السرعة.
وامتدت موجة الحر عبر دول البحر المتوسط، بدءًا من شبه الجزيرة الإيبيرية مرورًا بـفرنسا وإيطاليا ووصولًا إلى البلقان واليونان، وسط تحذيرات صحية وتنبيهات من خطر اندلاع حرائق الغابات بفعل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف.
علماء: التغير المناخي يزيد من تواتر وحدّة موجات الحر
يؤكد العلماء أن التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، كالصناعات والانبعاثات، ساهم في تعزيز تواتر وحدة وانتشار موجات الحر، ما يجعلها أكثر تدميرًا وخطورة مما كانت عليه في العقود السابقة.
فرنسا على موعد مع ذروة الحرارة الثلاثاء
توقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أن 16 إقليماً في البلاد وُضعوا تحت التحذير الأحمر من شدة الحرارة، فيما تم إعلان ثاني أعلى درجات التأهب في 68 إقليماً آخر.
كما توقعت الهيئة أن تتراوح الحرارة الدنيا ليلاً بين 20 و24 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة القصوى نهاراً إلى ما بين 36 و40 درجة مئوية، وقد تسجل بعض المناطق ذروة تصل إلى 41 درجة.
إغلاق قمة برج إيفل وتدابير للسلامة
في إطار التدابير الوقائية، أعلنت إدارة برج إيفل عن إغلاق القمة البالغ ارتفاعها 330 متراً منذ الاثنين، وستظل مغلقة حتى يوم الأربعاء “بسبب موجة الحر الحالية”. وتم الإبقاء على الطابقين الأول والثاني مفتوحين للزوار، مع دعوات لتوخي الحذر من ضربات الشمس، وتوفير نوافير مياه للترطيب في محيط المعلم السياحي.
قيود بيئية مرورية في باريس
وفي منطقة إيل دو فرانس، التي تشمل باريس، فرضت الشرطة حظرًا على حركة المركبات الملوثة من الساعة 03:30 صباحًا وحتى 22:00 مساءً بالتوقيت العالمي، بسبب ارتفاع مستويات الأوزون في الهواء.
كما تم خفض السرعة بـ20 كيلومتراً في الساعة في بعض المناطق، في محاولة لتقليل الانبعاثات الضارة والتخفيف من آثار موجة الحر.