شهد ميناء أكادير العسكري، يوم الثلاثاء، تدريبًا مشتركًا بين القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الأمريكي في إطار مناورات “الأسد الإفريقي 2025”، وذلك تحت إشراف القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس.
التمرين ركّز على عمليات الاستطلاع والتصدي لأسلحة الدمار الشامل المرتجلة، والتعامل مع أجهزة التشتت الإشعاعي، بالإضافة إلى تقنيات إزالة التلوث الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي (CBRN). وهدف إلى تعزيز قدرات وحدات الإنقاذ والإغاثة بالقوات المسلحة الملكية في مواجهة الأزمات المرتبطة بالتهديدات النووية والبيئية والإنفجارية.
وصرّح العقيد غالين أوجالا، مدير العمليات في القيادة الفضائية الأمريكية الأوروبية الإفريقية (SPACEFOREUR-AF):
“استخدمنا منظومة TacSRT لدمج منتجات التخطيط العملياتي القابلة للمشاركة، وتحليل التغيرات، ومتابعة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات فعّالة في الوقت المناسب.”
وقد بدأ سيناريو التمرين بمحاكاة تأمين ميناء أكادير إثر وصول سفينة مشبوهة يُعتقد أنها تحمل مواد مرتبطة بأسلحة دمار شامل. وشاركت في الهجوم البحري قوات خاصة مغربية وغانية، تمكنت من اقتحام السفينة وتأمينها، لتكشف عمليات التفتيش عن مختبرات سرية وحاويات لعوامل كيميائية مخفية داخل أقسام متعددة من السفينة.
وعلى الصعيد الإنساني، قامت وحدة الطب العسكري للحرس الوطني لولاية يوتا الأمريكية (151st Medical Group) بإطلاق برنامج للمساعدة المدنية في بلدة أنزي القروية، حيث أقيم مستشفى ميداني متكامل. وقدّم أطباء الأسنان الأمريكيون علاجات حيوية لسكان محليين يعانون من محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقال الرائد كايل سانسوم من القوات الجوية الأمريكية:
“معظم الحالات التي نعالجها هي حشوات أو خلع الأسنان. إذا كانت السن قابلة للعلاج، نُجري حشوة، أما في حالة الإصابة أو التلف الشديد، فنضطر لخلعها. قد يبدو ذلك بسيطًا، لكنه قد يُغيّر حياة شخص يتألم.”
وانطلقت مناورات “الأسد الإفريقي 2025” في 12 ماي الجاري، ومن المرتقب أن تستمر حتى 23 ماي، وتُقام في عدة مناطق مغربية منها أكادير، طانطان، تيزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت. وتشمل النسخة الـ21 من التمرين إلى جانب الجوانب العسكرية، أنشطة إنسانية واجتماعية.
ويشارك في هذه المناورات حوالي 10,000 جندي أمريكي إلى جانب قوات من 41 دولة، وتتضمن تدريبات متقدمة في الإنزال الجوي، الإخلاء الطبي، الدعم الجوي القريب، والنقل الجوي، إضافة إلى حرب الفضاء والحرب الإلكترونية، موزعة على المغرب، تونس، السنغال، وغانا.