أنهت السلطات المغربية بنجاح المرحلة الأولى من أشغال تجديد المجمع الرياضي بفاس، في إطار التحضيرات للمباراتين الوديتين اللتين ستجمعان المنتخب الوطني الأول بنظيريه التونسي في 6 يونيو والبنيني في 9 يونيو، بالإضافة إلى استعداده لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025.
وقد شملت الأشغال تحديثًا شاملاً لهذا الملعب، الذي شُيّد سنة 2003، ليتماشى مع معايير الفيفا والكاف. المشروع تم تحت إشراف الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس) وساهم فيه أكثر من 7000 عامل، غالبيتهم من جهة فاس-مكناس، مسجلين ما يزيد عن 7 ملايين ساعة عمل.
المجمع الذي ظل مغلقًا لمدة 13 شهرًا، سيُفتتح رسميًا من جديد هذا الجمعة خلال المباراة الودية التي ستجمع “أسود الأطلس” بنظيرهم التونسي. ويُعد المشروع، الذي بلغت ميزانيته 600 مليون درهم، نموذجًا على التزام المغرب بتطوير منشآت رياضية بمعايير عالمية استعدادًا للبطولات الكبرى، خاصة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
المهندس المعماري رشيد الأندلوسي، المكلف بإعادة تأهيل المجمع والرئيس السابق لنادي الرجاء، أشار في تصريح صحفي إلى أن الملعب كان في حالة “شبه كارثية” قبل بدء الأشغال، مؤكّدًا أنه خضع لتحديث شامل ليُلائم المتطلبات القارية والدولية.
تحديثات الملعب ركزت على تحسين حركة الدخول والخروج ومنع تقاطع المسارات بين اللاعبين، المسؤولين، الإعلام، والشخصيات الرسمية والجماهير، مع اعتماد أنظمة تكنولوجية متطورة لضمان انسيابية وسلامة الحضور. ويضم الملعب الآن 35 ألف مقعد، منها 207 مقاعد لكبار الشخصيات، 800 للضيوف، 92 مقصورة ضيافة، و198 مقعدًا مخصصًا للصحافة، إضافة إلى أربعة حجرات ملابس متطورة وقاعة مؤتمرات وأكثر من 520 كاميرا مراقبة.
المشروع نُفذ بالكامل بأيادٍ وخبرة مغربية، وشمل أيضًا تحسين المداخل، المدرجات، المرافق الصحية، والأمن، بالإضافة إلى تطوير الطرق المؤدية إلى الملعب.
وبعد إسدال الستار على كأس إفريقيا 2025، ستنطلق المرحلة الثانية من التجديد استعدادًا لكأس العالم 2030، والتي ستتضمن إزالة مضمار ألعاب القوى لتوسيع السعة إلى 49,200 مقعد مع إمكانية بلوغ 55,800 مقعد، وفق متطلبات الفيفا، إلى جانب مزيد من التحسينات التقنية لاستقبال مباريات عالمية من العيار الثقيل.