في تطوّر غير مسبوق يجمع بين الطب والذكاء الاصطناعي، شهدت مدينة غوادالاخارا في المكسيك، خلال شهر أبريل 2025، ولادة أول طفل في العالم تم إنجابه من خلال عملية تخصيب تمت بمساعدة روبوت ونظام ذكاء اصطناعي. هذه الولادة تعد ثورة حقيقية في مجال الطب الإنجابي، بعد أن كانت مجرد فكرة أقرب إلى أفلام الخيال العلمي.
الأم، وهي سيدة تبلغ من العمر 40 عامًا، كانت تعاني من صعوبات في الإنجاب، إذ فشلت محاولاتها السابقة في التلقيح الاصطناعي رغم الحصول على بويضة واحدة صالحة، لكنها لم تُثمر عن جنين سليم. وعندها، اقترح الأطباء استخدام بويضات متبرعة تبلغ من العمر 23 عامًا، بالإضافة إلى اعتماد تقنية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات عالية الدقة.
الذكاء الاصطناعي يختار الحيوان المنوي ويحدد مكان الحقن
استُخدمت تقنية الحقن المجهري ICSI، المعروفة منذ التسعينيات، لكن هذه المرة بشكل مختلف كليًا: بدلًا من أن يقوم طبيب مختص بإدخال الحيوان المنوي داخل البويضة يدويًا تحت المجهر، قام روبوت بهذه المهمة بدقة متناهية، بإشراف نظام ذكاء اصطناعي متقدم. هذا النظام لم يكتفِ باختيار الحيوان المنوي الأنسب، بل حدّد بدقة نقطة الحقن داخل البويضة، وجرى كل ذلك بتوجيه عن بُعد من فريق في نيويورك، على بعد أكثر من 3700 كيلومتر من العيادة المكسيكية.
ووفقًا للمهندسين القائمين على المشروع، “يقوم الذكاء الاصطناعي بشلّ حركة الجزء الأوسط من الحيوان المنوي باستخدام الليزر، لزيادة فرص نجاح عملية الإخصاب”.
نتائج حاسمة ومولود سليم
من أصل ثماني بويضات تم استخدامها في التجربة، خُصبت خمس باستخدام الروبوت، وثلاث بالطريقة اليدوية التقليدية. ورغم أن العملية الروبوتية استغرقت وقتًا أطول، إلا أن الجنين الناتج عنها كان الوحيد الذي تطوّر إلى مرحلة الكتلة الأرومية (Blastocyst)، وهي المرحلة التي تؤهل لزرع الجنين بنجاح في الرحم.
في الأسبوع السادس، أظهرت فحوصات الموجات فوق الصوتية وجود نبض طبيعي، واستمرت فترة الحمل بشكل سليم دون أي مضاعفات. وفي الأسبوع 38، وُلد طفل سليم عن طريق عملية قيصرية مبرمجة، بوزن 3.3 كغ وطول 50 سم.
هذه الولادة تمثل نقلة نوعية في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطب الإنجابي، وتفتح الباب أمام حلول أكثر دقة وأملًا للعائلات التي تعاني من مشاكل الخصوبة.