بدأ أهالي قطاع غزة أول أيام شهر يونيو بمأساة جديدة، حيث أفادت مصادر فلسطينية بوقوع مجزرة في مدينة رفح، جنوب القطاع، إثر استهداف الجيش الإسرائيلي لمناطق قريبة من مراكز توزيع مساعدات إنسانية، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا، وفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وذكرت مصادر إعلامية، من بينها قناة “الجزيرة”، أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مدنيين كانوا يتجمعون للحصول على مساعدات غذائية من مراكز تابعة لمؤسسة “GHF” المدعومة من الولايات المتحدة، والتي بدأت عملياتها في القطاع مؤخرًا بهدف توزيع مواد غذائية وطبية ومياه شرب مباشرة للسكان.
وتُتهم المؤسسة، وفق تقارير صحفية، بعدم التقيّد الكامل بالمعايير الإنسانية المتعارف عليها، لا سيما من حيث الاستقلالية والحيادية. كما تم استهداف مواقعها الأربعة في غزة خلال أسبوعها الأول من العمل، ما أثار جدلاً واسعًا حول دورها وفعالية عملياتها.
من جهتها، لم تُصدر السلطات الإسرائيلية تعليقًا رسميًا فوريًا على الهجمات، إلا أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعلن في وقت سابق استمرار عملياته في رفح ومحيطها “ضد أهداف تابعة لحماس”، مؤكدًا أن تلك العمليات تهدف إلى “تفكيك البنية التحتية العسكرية” للفصائل المسلحة.
في المقابل، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن المساعدات التي سُمح بإدخالها إلى غزة خلال الأسبوعين الماضيين “لا تلبي سوى 10% من الاحتياجات اليومية”، معتبرًا أن الوضع الإنساني في القطاع يزداد تدهورًا.
كما أشار لازاريني إلى أن أكثر من 300 من موظفي الأونروا قُتلوا منذ أكتوبر 2023، بعضهم أثناء أداء مهامهم الإنسانية، وآخرون مع أفراد من عائلاتهم، مؤكدًا أن استمرار استهداف الطواقم الإنسانية يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي.
يُذكر أن التوترات في غزة ما زالت مستمرة وسط أزمة إنسانية خانقة، في ظل تعثر جهود إيصال المساعدات الدولية، وغياب تهدئة مستدامة حتى الآن.