تضاءلت الآمال في العثور على ناجين من تحت الأنقاض، يوم الاثنين، في مدينة ماندالاي، بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال العنيف الذي ضرب وسط ميانمار وأدى إلى مصرع أكثر من 1700 شخص في كل من ميانمار وتايلاند، وخلّف دماراً واسعاً شلّ قدرات البلاد المحدودة أصلاً بسبب الحرب الأهلية.
وبحسب الخبراء، من المرجّح أن يرتفع عدد الضحايا إلى الآلاف، في ظلّ ضعف الإمكانات وقلة الموارد أمام حجم الكارثة، على الرغم من التعبئة الدولية لدعم ميانمار المنكوبة.
وقع الزلزال يوم الجمعة عند منتصف النهار، بقوة 7.7 درجات، تلته هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجات بعد دقائق فقط، وتركزت الهزات على طول صدع ساغينغ، الذي يمر في وسط البلاد وتحيط به مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
ووصل تأثير الزلزال إلى أماكن تبعد نحو 1000 كيلومتر من مركزه، مثل بانكوك، حيث لقي ما لا يقل عن 18 شخصاً مصرعهم جراء انهيار برج سكني من 30 طابقاً كان قيد الإنشاء.
في ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في ميانمار والقريبة من مركز الزلزال، تراجعت جهود الإنقاذ مع حلول ظهر الاثنين مقارنة بالأيام السابقة، في وقت تعاني فيه فرق الإغاثة من درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، ما يؤدي إلى تسريع تحلل الجثث ويصعّب عملية التعرف على الضحايا.
تزامنت الكارثة مع احتفال المسلمين بـعيد الفطر، الأمر الذي ضاعف من الحزن والألم، حيث قالت الشابة وين ثيري أونغ (26 عاماً): “في العادة، يكون العيد مناسبة مليئة بالفرح، لكن هذا العام قلوبنا مثقلة بالحزن”.
في ظل الفوضى السياسية والانقسامات العرقية التي تعيشها البلاد، يصعب تحديد حصيلة دقيقة للضحايا، خاصة أن الحكومة العسكرية التي تخوض حرباً مع الجماعات المتمردة، أعلنت حتى الآن عن 1700 قتيل، و3400 مصاب، و300 مفقود.
وأمام حجم المأساة، أطلق قائد المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ نداء استغاثة نادراً ما يصدر عن مسؤول بهذا المنصب، ما يعكس فداحة الكارثة.
من جهتها، صنّفت منظمة الصحة العالمية (WHO) الزلزال في أعلى درجات حالة الطوارئ الإنسانية، بينما أطلقت الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (FICR) نداءً لجمع أكثر من 100 مليون دولار كمساعدات طارئة.
وتجاوبت عدة دول مع النداء، حيث أرسلت الصين، وروسيا، وماليزيا، والهند فرق إنقاذ، بينما تبدأ إندونيسيا في إرسال مساعداتها انطلاقاً من يوم الاثنين.