Table of Contents
فقدت الساحة الفنية المغربية، ليلة الجمعة إلى السبت 8 مارس، واحدة من أعظم أصواتها، نعيمة سميح، التي توفيت عن عمر ناهز 71 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. برحيلها، يطوي المغرب صفحة من أروع صفحات الفن الأصيل، تاركة وراءها إرثًا موسيقيًا خالدًا أثر في أجيال متعاقبة.
مسيرة فنية حافلة
ولدت نعيمة سميح عام 1954 في حي درب السلطان بالدار البيضاء، حيث نشأت في بيئة متواضعة لكنها أظهرت منذ الصغر موهبة استثنائية في الغناء. كان برنامج المواهب “مواهب” بوابتها نحو الشهرة، حيث لفتت الأنظار بسرعة بفضل صوتها الفريد وأدائها العاطفي العميق.
منذ بداياتها، عرفت نجاحًا سريعًا، حيث أصبحت أغنيتها الأسطورية “ياك أجرحي” علامة فارقة في مسيرتها الفنية، وامتد تأثيرها خارج حدود المغرب ليصل إلى جمهور واسع في العالم العربي. كما قدمت العديد من الروائع الأخرى مثل “الخاتم”، “جاري يا جاري”، و”على غفلة”، التي عززت مكانتها كواحدة من أعمدة الأغنية المغربية.
إرث موسيقي خالد
عملت نعيمة سميح خلال مسيرتها مع نخبة من كبار الملحنين والشعراء المغاربة، من بينهم عبد القادر الراشدي، محمد بنعبد السلام، وعبد الوهاب الدكالي. بفضل صوتها القوي وإحساسها الصادق، تمكنت من إضفاء طابع خاص على الأغنية المغربية، ما جعلها تحظى بشعبية دائمة.
لكن مع تدهور حالتها الصحية، ابتعدت عن الساحة الفنية منذ عام 2007، لتقضي سنواتها الأخيرة في بنسليمان وسط عائلتها. ورغم محاولات العلاج، اشتد عليها المرض، مما استدعى نقلها إلى المستشفى في الرباط خلال الأشهر الأخيرة.
رحيلها يثير موجة من الحزن
أثار خبر وفاتها حزنًا عميقًا في الأوساط الفنية والشعبية، حيث عبر العديد من الفنانين، مثل لطيفة رأفت، بدر سلطان، وزكرياء الغافولي، عن تأثرهم الكبير بفقدانها، مؤكدين على الدور الكبير الذي لعبته في تطوير الأغنية المغربية. كما أشاد النقابة المهنية لحماية ودعم الفنانين بإسهاماتها القيمة ووصفتها بأنها “صوت لا يتكرر”.
اليوم، يودع المغرب نعيمة سميح، لكن أغانيها ستظل شاهدة على مسيرة حافلة بالإبداع، لتبقى خالدة في وجدان عشاق الطرب الأصيل.