يُعد الذهب من أثمن المعادن في العالم، ويحظى بأهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة. وفقًا لتقارير المجلس العالمي للذهب لعام 2024، تتصدر بعض الدول قائمة الإنتاج العالمي للذهب، مع تركيزها على تعزيز احتياطياتها لدعم اقتصاداتها وتقليل الاعتماد على العملات الأجنبية. فيما يلي نظرة على أبرز الدول المنتجة للذهب ومستويات إنتاجها:
الصين: العملاق الذهبي تحتفظ الصين بالصدارة العالمية في إنتاج الذهب لعام 2024، حيث ساهمت بنحو 10% من الإنتاج العالمي بإجمالي 380.2 طن. تسعى الصين إلى زيادة احتياطياتها الذهبية كجزء من استراتيجيتها لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، خاصة في ظل التوترات التجارية مع الغرب. تتركز المناجم الرئيسية في مناطق مثل منغوليا الداخلية وشاندونغ، مع استثمارات ضخمة في تطوير التعدين.
روسيا: الشرق الأقصى وسيبيريا تأتي روسيا في المرتبة الثانية بإنتاج بلغ 330 طنًا في 2024. تركز روسيا على تعزيز احتياطياتها الذهبية لدعم الروبل وتقليل الاعتماد على العملات الغربية، في ظل العقوبات الاقتصادية. تتركز رواسبها في مناطق الشرق الأقصى وسيبيريا، حيث توجد مناجم متقدمة تدعم هذا الإنتاج القوي.
أستراليا: ثروة القارة الذهبية تحتل أستراليا المركز الثالث بإنتاج 284 طنًا من الذهب في 2024. تمتد المناجم عبر القارة، مع تركيز خاص في ولاية أستراليا الغربية التي تضم مواقع تعدين متطورة مثل منجم “Super Pit”. تُعد أستراليا من الدول الرائدة بفضل بنيتها التحتية المتقدمة واستثماراتها في قطاع التعدين.
دول أخرى بارزة
- كندا: سجلت إنتاجًا بقيمة 202 طن في 2024، مع مناجم رئيسية في أونتاريو وكيبيك، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة والبيئة الاستثمارية المستقرة.
- الولايات المتحدة: بلغ إنتاجها 158 طنًا، مع تركيز المناجم في ولايتي نيفادا وألاسكا. على الرغم من تراجع إنتاجها مقارنة بالدول الرائدة، تظل الولايات المتحدة لاعبًا مهمًا في سوق الذهب.

لماذا الذهب؟ يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، وتزداد أهميته في ظل التوترات الجيوسياسية والتضخم. تسعى دول مثل الصين وروسيا إلى تعزيز احتياطياتها لدعم عملاتها الوطنية، بينما تركز أستراليا وكندا على الاستفادة من الطلب العالمي المتزايد. في المقابل، تواجه الولايات المتحدة تحديات في زيادة إنتاجها بسبب التكاليف البيئية والتنظيمية.