شهدت السدود المغربية خلال أسبوع واحد انخفاضاً حاداً في منسوب المياه قُدّر بـ30 مليون متر مكعب، بسبب موجة حر استثنائية تضرب المملكة، ما يسلّط الضوء على حجم التحدي الذي يواجه الأمن المائي في ظل تغيّر المناخ وندرة التساقطات.
ويعزى هذا التراجع الكبير إلى التبخر الناتج عن درجات الحرارة المرتفعة، الأمر الذي دفع المختصين إلى التوصية بضرورة اللجوء إلى حلول تكنولوجية مجرّبة عالمياً، يمكن تكييفها مع الخصوصيات المناخية والجغرافية المغربية للحد من هدر المياه.
من بين هذه الحلول، تقنية “الأغشية أحادية الجزيء”، وهي طبقة بالغة الرقة من مركبات عضوية مقاومة للماء، يتم توزيعها على سطح خزانات المياه لتقليل التبخر عبر إبطاء عملية التبادل مع الهواء.
وتبرز أيضاً تقنيات أخرى مثل الأغطية العائمة المعيارية، أو اعتماد الألواح الشمسية العائمة، التي تغطي المسطحات المائية جزئياً، ما يحد من تعرضها المباشر لأشعة الشمس، ويقلل من نسبة التبخر، مع ميزة إضافية تتمثل في توليد الطاقة النظيفة.
هذه الابتكارات تمثل خيارات واعدة للحد من النزيف المائي الذي بات يُشكل تهديداً حقيقياً للموارد المائية الوطنية، خاصة مع تزايد التواتر السنوي لموجات الحر والجفاف.