Table of Contents
رحل جورجيو أرماني، المصمم الإيطالي الأيقوني ومؤسس علامة Giorgio Armani، عن عمر 91 عامًا يوم 4 سبتمبر 2025، تاركًا خلفه إرثًا غير مسبوق في عالم الموضة. أعلنت شركته الخبر في بيان رسمي نقلته وكالة رويترز، مؤكدة أن أرماني، الذي غيّر مفاهيم الأناقة بأسلوبه البسيط والراقي، ظل حتى لحظاته الأخيرة المدير الإبداعي والتنفيذي لعلامته التجارية.
مسيرة أرماني: من الطب إلى عرش الموضة
وُلد جورجيو أرماني في 11 يوليو 1934 في مدينة بياتشنزا الإيطالية. بدأ حياته المهنية بدراسة الطب في جامعة ميلانو، لكنه سرعان ما تخلى عن هذا المسار ليغوص في عالم التصميم. بعد عمله مع دار Cerruti، أسس أرماني علامته التجارية عام 1975 مع شريكه الراحل سيرجيو غاليوتي. أصبح أسلوبه، الذي يمزج بين البساطة، الدقة، والأناقة العصرية، رمزًا للموضة الراقية، محققًا إيرادات سنوية بلغت 2.3 مليار يورو بحلول 2024.
خطة الخلافة: رؤية محكمة
لم يكن لأرماني أطفال أو ورثة مباشرين، حيث لم يتزوج قط، مما جعل قضية خلافته محط اهتمام كبير. ومع ذلك، حرص أرماني خلال حياته على وضع خطة انتقال منظمة لضمان استمرارية علامته التجارية. في عام 2016، أسس مؤسسة جورجيو أرماني لتكون العمود الفقري لإدارة الشركة، مع تخصيص حصة رمزية لها، بينما تُوزع الأسهم المتبقية على أفراد عائلته المقربين، بما في ذلك شقيقته روزانا أرماني، ابنتي أخيه الراحل سيلفانا وروبرتا، وابن شقيقته أندريا كاميرانا، إلى جانب مديره الموثوق بانتاليو ديل’أوركو، المعروف بـ”ليو”، والذي يتولى حاليًا إدارة تصميم الملابس الرجالية.
وفقًا لوثائق استعرضتها رويترز، وضع أرماني في 2016 لوائح تنظيمية تحدد مبادئ إدارة الشركة بعد وفاته، بما في ذلك قواعد للتعامل مع الاكتتاب العام المحتمل (بعد خمس سنوات من وفاته) والاندماجات، مع التركيز على الحفاظ على أسلوب أرماني المميز: “أنيق، عصري، بسيط، وعملي”. كما نصت اللوائح على توزيع 50% من الأرباح الصافية على المساهمين.
مستقبل العلامة التجارية
تُعد علامة Giorgio Armani، التي تشمل خطوطًا مثل Armani Privé، Emporio Armani، وArmani Exchange، رمزًا للأناقة العالمية، ومن المتوقع أن تستمر في التألق تحت إشراف فريق محترف من المديرين والمصممين. سيتولى بانتاليو ديل’أوركو، الذي وصفه أرماني بـ”ملازم الأسلوب”، دورًا محوريًا في قيادة الرؤية الإبداعية، مع الحفاظ على توجيهات المؤسس التي تركز على الجودة، الابتكار، والاستقلالية.
رفض أرماني خلال حياته عروض استحواذ من تكتلات مثل LVMH وKering، مؤكدًا التزامه باستقلالية علامته. ومع هيكل إداري محكم ومؤسسة تدير حصة كبيرة من الأسهم، يُتوقع أن تحتفظ الشركة بمكانتها الرائدة في سوق الرفاهية، مع استمرار تأثير أسلوب أرماني في عالم الأزياء، الأحذية، الإكسسوارات، العطور، وحتى قطاعات الفنادق والتصميم الداخلي.
إرث خالد
رحيل جورجيو أرماني خسارة كبيرة لصناعة الموضة، لكنه ترك إرثًا يمتد عبر عقود من الإبداع والابتكار. سيظل اسمه مرادفًا للأناقة البسيطة والجودة العالية، ملهمًا أجيالًا جديدة من المصممين والعلامات التجارية حول العالم.