شهد بركان إتنا في جنوب إيطاليا واحدة من أقوى ثوراته البركانية خلال العقد الأخير، ما دفع السلطات إلى إجلاء مئات السياح في وقت متأخر من الليل. ووفقًا للمعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين، يُعد هذا الانفجار الأقوى منذ عام 2014، وقد تسبب في تصاعد عمود هائل من الغازات الساخنة والرماد والصخور إلى عدة كيلومترات في السماء.
البركان، الذي يُعد من أكثر البراكين نشاطًا في العالم ويجذب سنويًا نحو 1.5 مليون زائر، شهد انهيارًا جزئيًا في المنحدر الشمالي للفوهة الجنوبية الشرقية، مما زاد من حدة الانفجارات التي سُمعت حتى في مدينتي تاورمينا وكاتانيا، على بعد أكثر من 40 كيلومترًا من موقع البركان.
وصف الخبراء هذا الثوران بأنه “بركاني عنيف”، حيث انطلقت منه سحابة ضخمة تحتوي على مزيج قاتل من الحمم والغازات السامة وحطام الصخور، تدفقت بسرعة كبيرة على منحدرات الجبل، مما استدعى تدخلات طارئة وإجراءات احترازية مشددة.
رغم أن عمدة كاتانيا، إنريكو تارانتينو، أكد أن الرماد لا يشكل تهديدًا مباشرًا للمدينة في الوقت الحالي، إلا أن السلطات المحلية تبقى في حالة تأهب قصوى تحسبًا لأي تغير في اتجاه الرياح، فيما تم تحويل بعض الرحلات من مطار كاتانيا إلى مطار باليرمو القريب.
من جهتها، دعت وكالة الحماية المدنية في صقلية شركات الطيران إلى تجنب المرور فوق المنطقة البركانية، وأغلقت معظم الطرق المؤدية إلى إتنا لتأمين المنطقة وتسهيل عمليات الطوارئ.
وفي الوقت ذاته، كثفت الشركات السياحية المحلية اتصالاتها مع الجهات الرسمية لضمان سلامة جميع الزوار، خاصة وأن النشاط البركاني لا يزال في تصاعد، وسط توقعات باستمرار الانفجارات خلال الساعات القادمة.