لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال تغيير النظام في إيران، في موقف مثير للجدل يأتي بعد ساعات فقط من تصريحات مسؤولين كبار في إدارته أكدوا فيها أن الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية لم تكن تهدف إلى إسقاط الحكومة.
وكتب ترامب على منصته “Truth Social”:
“استخدام مصطلح ‘تغيير النظام’ قد لا يكون صحيحًا سياسيًا، لكن إذا كان النظام الإيراني غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلماذا لا نغيّره؟”
هذه التصريحات تتناقض بشكل واضح مع تأكيدات كل من نائب الرئيس جاي دي فينس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هاغست، الذين شددوا في بيانات ومقابلات صحفية على أن الهدف من الغارات الجوية في 21 يونيو كان “التفاوض على تسوية نووية” وليس الإطاحة بالحكومة الإيرانية.
وقال وزير الدفاع هاغست في مؤتمر صحفي:
“الضربات كانت دقيقة للغاية واستهدفت فقط المنشآت النووية. لم نستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني.”
وأكد أن الرئيس ترامب لا يسعى إلى حرب، بل إلى اتفاق عبر التفاوض، مضيفًا:
“نريد أن تتوقف إيران عن تطوير برنامجها النووي، ونأمل أن يكون هناك استعداد من جانبهم للحوار.”
وفي السياق نفسه، صرح نائب الرئيس فينس لقناة NBC:
“نحن لا نرغب في تصعيد دائم. نريد إيقاف البرنامج النووي الإيراني، وفتح باب حوار حقيقي.”
أما وزير الخارجية والمستشار المؤقت لشؤون الأمن القومي ماركو روبيو، فقال في مقابلة مع CBS:
“إذا كانت إيران تسعى بالفعل للطاقة النووية لأغراض سلمية، فنحن مستعدون للحديث غدًا.”
ورغم هذا الموقف الرسمي، فإن بعض أعضاء الحزب الجمهوري عبّروا عن تأييدهم الصريح لتغيير النظام، ومن بينهم السيناتور تيد كروز، الذي صرح قبيل الغارات:
“أؤيد ممارسة أقصى ضغط ممكن، بما في ذلك العقوبات، من أجل إسقاط النظام الإيراني.”
وفي خضم هذا التصعيد، حذّرت الولايات المتحدة طهران من الرد العسكري على الضربات، وقال ترامب إن الغارات “دمرت” منشآت نووية رئيسية. كما أصدرت واشنطن تحذيرًا عالميًا نادرًا دعت فيه مواطنيها في الخارج إلى توخي الحذر، تحسبًا لأعمال انتقامية محتملة.
وجاء في التحذير:
“الصراع بين إيران وإسرائيل أدّى إلى اضطرابات في حركة السفر وإغلاق المجال الجوي في مناطق من الشرق الأوسط. هناك احتمالية لحدوث مظاهرات أو أعمال عدائية ضد مواطنينا ومصالحنا.”
ويُذكر أن إيران وإسرائيل بدأتا جولات جديدة من الضربات الجوية المتبادلة صباح يوم 23 يونيو، ما ينذر بتصعيد أوسع في المنطقة، في وقت لا تزال فيه واشنطن تحاول رسم حدود دقيقة بين الضغط السياسي والتدخل العسكري المباشر.