أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، سلسلة من اللقاءات المهمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، تمحورت حول تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى مناقشة مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال زيارته التي امتدت على مدى يومين، التقى بوريطة بعدد من الأعضاء البارزين في الكونغرس الأمريكي، من ضمنهم رؤساء لجان استراتيجية مؤثرة مثل السيناتور ليندسي غراهام، والنواب برايان ماست، وجو ويلسون، وماريو دياز بالارت، فضلاً عن أعضاء من مجموعة اتفاقيات أبراهام في مجلسي الشيوخ والنواب.
وشكّلت قضية الصحراء المغربية محورًا رئيسيًا في هذه اللقاءات، حيث عبّر المسؤولون الأمريكيون عن دعمهم المتجدد لموقف بلادهم المعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في إطار ترسيخ الالتزام الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في رسالته إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد ثمّن أعضاء الكونغرس الدور الريادي لجلالة الملك في تعزيز السلام والاستقرار إقليميًا ودوليًا، مؤكدين على المكانة المتميزة التي بات يحتلها المغرب كشريك استراتيجي موثوق في المنطقة.
وفي تصريح له، أكد النائب جو ويلسون أن “الولايات المتحدة تدعم المغرب من أجل النهوض بالسلام”، مشيرًا إلى أن المناقشات شملت ملفات تتعلق بالشراكة العريقة بين البلدين، مع التركيز على استقرار منطقة الصحراء في مواجهة تهديدات تنظيم البوليساريو.
من جانبه، اعتبر عضو الكونغرس ماريو دياز بالارت أن تأكيد الولايات المتحدة لموقفها بشأن سيادة المغرب على صحرائه يعكس ثبات التوجه الأمريكي، مشيدًا بالدور المحوري الذي يلعبه المغرب بقيادة جلالة الملك من أجل ترسيخ السلام والازدهار، ليس فقط على مستوى شمال إفريقيا، بل في الشرق الأوسط أيضًا.
اللقاءات التي أجراها الوزير بوريطة جسدت التزام الرباط وواشنطن بتعميق تعاونهما في مجالات السياسة والتجارة والاستثمار، إلى جانب التكنولوجيات الحديثة والابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عقب محادثات بوريطة مع رئيس الدبلوماسية الأمريكية ماركو روبيو، أكد الجانبان على متانة الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب، وعلى التزام البلدين بتعزيز السلام والاستقرار، في ظل قيادة كل من الرئيس الأمريكي وصاحب الجلالة الملك محمد السادس.