تشهد شعبية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انخفاضاً حاداً منذ عودته إلى البيت الأبيض، وفق ما أظهرته عدة استطلاعات للرأي نُشرت خلال الأيام الأخيرة، حيث أبدى المواطنون الأمريكيون تراجعاً متزايداً في الثقة بأدائه، خاصة في ملفات الاقتصاد، التضخم، والهجرة.
وأظهر استطلاع أجرته قناة “فوكس نيوز” أن نسبة تأييد ترامب انخفضت من 49% في مارس إلى 44% في أبريل. أما على الصعيد الاقتصادي، فأبدى 38% فقط رضاهم عن أدائه، في حين عبّر 56% عن استيائهم من إدارته لهذا الملف الحساس.
وفي ما يخص سياسة الهجرة، تبدو الآراء منقسمة: 47% يؤيدون قراراته، بينما يعارضها 48%، ما يعكس انقساماً عميقاً في الرأي العام.
من جهة أخرى، أظهرت دراسة مشتركة بين “ذا إيكونوميست” و”YouGov” تراجع نسبة دعم ترامب إلى 41% فقط في أبريل، مقارنة بـ50% في جانفي 2025، فيما أشار “مركز بيو للأبحاث” إلى تراجع مماثل من 47% في فيفري إلى 40% حالياً، وهو رقم منخفض تاريخياً مقارنة بـ59% من التأييد التي حصل عليها جو بايدن في أبريل 2021 بعد أشهر قليلة من تسلّمه المنصب.
ويُصنّف هذا التراجع ترامب ضمن أقل الرؤساء شعبية في تاريخ الولايات المتحدة خلال بداية ولايتهم، حسب معطيات معهد “غالوب”.
وفي ظل وضع اقتصادي مقلق، تظهر بيانات استطلاع “YouGov” أن 71% من الأمريكيين يرون أن الوضع الاقتصادي “سيء”، مقارنة بـ37% فقط في جانفي. وزادت الأوضاع سوءاً مع إعلان ترامب الأخير فرض رسوم جمركية لا تقل عن 10% على جميع الدول، و125% على الواردات من الصين، وهو ما أحدث اضطراباً في الأسواق المالية.
كما تعثرت وعوده بخفض معدلات التضخم، التي كانت محوراً أساسياً في حملته الانتخابية لسنة 2024، حيث أشار استطلاع “إيبسوس/رويترز” إلى أن 31% فقط من الأمريكيين يرون أنه يدير ملف تكاليف المعيشة بشكل جيد.
أما على صعيد الهجرة، فيُحافظ ترامب على نهجه الصارم ضد الهجرة غير النظامية، لكنه يواجه تصاعداً في الانتقادات ودعاوى قضائية تُشكك في قانونية العديد من إجراءاته. وتراجع التأييد لسياساته في هذا الملف من 50% إلى 45% خلال أسبوعين فقط، بحسب “The Economist-YouGov”.
في هذه المرحلة الحاسمة من ولايته الثانية، يبدو أن ترامب يواجه تحدياً كبيراً في استعادة ثقة الأمريكيين، في ظل تصاعد الانتقادات الداخلية واشتداد الانقسامات السياسية، فضلاً عن الارتباك الاقتصادي والتجاري الذي يلقي بظلاله على المشهد العام.