قررت السلطات السعودية تعليق إصدار التأشيرات قصيرة الأجل لمواطني 14 دولة، من بينها المغرب، وذلك ضمن إجراءات تنظيمية استباقية استعدادًا لموسم الحج 2025، ومنعًا لمحاولات أداء المناسك بطرق غير نظامية.
وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام السعودية، فإن القرار يدخل حيّز التنفيذ منتصف أبريل الجاري ويستمر إلى غاية منتصف يونيو 2025، أي حتى نهاية موسم الحج. ويشمل التعليق تأشيرات العمرة، وتأشيرات الزيارة العائلية، وتأشيرات الزيارة التجارية.
وبالرغم من هذا التعليق، يُسمح لحاملي التأشيرات الصالحة من هذه البلدان بدخول المملكة حتى 13 أبريل كأقصى تقدير، مع ضرورة مغادرة الأراضي السعودية قبل 29 أبريل.
ويأتي هذا الإجراء على خلفية أحداث مأساوية شهدها موسم حج 2024، والذي عرف وفاة أكثر من 1,200 حاج، أكثر من نصفهم كانوا من الزوار غير المسجلين رسميًا، والذين دخلوا البلاد عبر تأشيرات لا تخوّل لهم أداء مناسك الحج، مثل السياحة أو الزيارة.
وشملت قائمة الدول المتأثرة بالقرار:
المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السودان، اليمن، العراق، الأردن، إثيوبيا، نيجيريا، باكستان، الهند، بنغلاديش، وإندونيسيا.
وأكّدت السلطات السعودية أن القرار لا يمسّ الحجاج الحاصلين على تصاريح الحج الرسمية، أو من يسعون للحصول على تأشيرات الحج القانونية من خلال القنوات المعتمدة.
ووفقًا للتقارير الرسمية، فإن موسم حج 2024 شكّل تحديًا كبيرًا، خاصة بسبب موجة الحر الشديدة التي تراوحت درجاتها بين 46 و49 درجة مئوية، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الحجاج غير النظاميين الذين لم تتوفر لهم أدنى مقومات الإقامة والخدمات الصحية، مما ساهم في ارتفاع عدد الوفيات.
وكانت المغرب قد سجلت في موسم الحج الماضي وفاة 20 حاجًا مغربيًا، وُصفت جميعها بأنها وفيات طبيعية، علمًا أن 15% من الحجاج المغاربة كانوا فوق سن الثمانين. وقد بلغ عدد الحجاج المغاربة المسجلين رسميًا سنة 2024 34 ألف حاج، من بينهم 22,500 حاج تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، و11,500 حاج عبر وكالات الأسفار الخاصة.
ويُذكر أن السعودية كانت قد أعلنت في فبراير الماضي عن تقييد التأشيرات من نفس الدول إلى دخول واحد فقط ولمدة لا تتجاوز 30 يومًا، كإجراء تمهيدي لضبط عملية الدخول خلال موسم الحج.
وقد شددت السلطات على أن أي محاولة لأداء الحج دون تصريح رسمي قد تُعرض صاحبها لعقوبة المنع من دخول المملكة لمدة خمس سنوات، في خطوة تهدف إلى حماية سلامة الحجاج والحفاظ على النظام العام في المشاعر المقدسة.