أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق أكبر نظام تبريد في العالم داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة، وذلك بالتزامن مع انطلاق مناسك الحج، التي تشهد توافد أكثر من 1.4 مليون حاج من مختلف دول العالم.
ويأتي هذا المشروع الضخم في ظل درجات حرارة مرتفعة قد تصل إلى مستويات قياسية، حيث وعدت السلطات السعودية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان راحة الحجاج وسلامتهم خلال الموسم.
ويعمل نظام التبريد الجديد بطاقة تصل إلى 155,000 طن تبريد، وفقاً لما أوردته صحيفة The National، حيث سيساهم في الحفاظ على درجات حرارة داخل الحرم تتراوح ما بين 22 و24 درجة مئوية، مما يوفر بيئة مريحة وآمنة للحجاج أثناء أدائهم للنسك، خاصة خلال فترات الذروة والازدحام.
هذا المشروع يُعد جزءاً من رؤية سعودية شاملة تهدف إلى تحسين تجربة الحج وتوفير أعلى درجات الراحة والسكينة لضيوف الرحمن، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي قد تشهدها بعض أيام الحج.
ويُذكر أنه خلال موسم حج العام الماضي، أعلنت السلطات السعودية عن وفاة أكثر من 1300 حاج بسبب موجات الحرارة الشديدة التي بلغت نحو 50 درجة مئوية، من بينهم 20 حاجاً مغربياً.
وتبلغ الحصة الرسمية للمملكة المغربية في موسم حج هذا العام 34 ألف حاج، منهم 22,400 يتبعون البعثة الرسمية، و11,600 يؤدون المناسك عن طريق وكالات الأسفار، في حين وصلت تكلفة أداء المناسك للمغاربة هذا الموسم إلى ما لا يقل عن 65 ألف دولار للفرد.
وكان الملك محمد السادس قد وجّه، الشهر الماضي، رسالة إلى الحجاج المغاربة دعاهم فيها إلى تمثيل المغرب بأفضل صورة ممكنة والتحلي بالقيم المغربية الأصيلة، مؤكداً على أهمية أن يكونوا سفراء لبلدهم خلال هذه الرحلة الروحية.
وقال جلالة الملك في رسالته:
“أتوقع منكم أن تكونوا خير سفراء لبلدكم، وأن تحافظوا على هذه الصورة المشرقة. واعلموا أن هذه القيم الأصيلة هي التي مكنت وطننا من مواصلة مساره في الأمن والاستقرار والتقدم.”