في خطوة هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي، أقرّت الإدارة الأمريكية رسميًا بأن فيروس كورونا المستجد (COVID-19) قد يكون ناتجًا عن تسرّب مختبري من معهد ووهان للفيروسات في الصين، وهو ما جاء في بيان نُشر على الموقع الرسمي للبيت الأبيض، تضمن خمس نقاط رئيسية تُعزز هذه الفرضية.
أبرز النقاط التي استندت إليها الإدارة الأمريكية:
- خصائص بيولوجية غير طبيعية للفيروس: أوضح البيان أن تركيبة فيروس SARS-CoV-2 تُظهر سمات لا تُشاهد عادة في الطبيعة.
- غياب الانتقال عبر الأنواع: البيانات المتاحة تشير إلى أن العدوى الأولى انتقلت مباشرة إلى الإنسان دون المرور بسلسلة تقليدية من الانتقال بين الأنواع، وهو ما يختلف عن أوبئة سابقة مثل السارس أو إنفلونزا الطيور.
- بؤرة التفشي قرب معهد ووهان: سُجلت أولى حالات الإصابة بكوفيد-19 في مدينة ووهان، حيث يوجد معهد ووهان للفيروسات، الذي يُجري بحوثًا على فيروسات شديدة العدوى ويتعامل مع تقنيات مثيرة للجدل تهدف إلى رفع قدرة الفيروسات على العدوى البشرية.
- إصابة باحثين بأعراض شبيهة بكوفيد-19 قبل الإعلان الرسمي: تشير التقارير إلى أن عدة باحثين في مختبر ووهان ظهرت عليهم أعراض تشبه فيروس كورونا في خريف 2019، وأن أحد أقرباء المصابين تُوفي في نوفمبر من نفس العام، أي قبل ظهور الفيروس في السوق المحلي بوقت قصير.
- غياب أدلة على أصل طبيعي: شدد البيت الأبيض على أنه لو وُجدت أدلة دامغة على الأصل الطبيعي للفيروس لظهرت حتى الآن، ولكن غياب الشفافية الصينية حال دون ذلك، إذ رفضت السلطات في بكين التعاون مع التحقيقات الدولية أو مشاركة بيانات المختبر.
دعم استخباراتي وتحقيقات سابقة
وقد قام جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الجديد، بالكشف عن نتائج تحقيق فيدرالي تم إطلاقه في عهد مستشار الأمن القومي السابق جيك سوليفان، والذي أشار أيضًا إلى أن التسرب من المختبر هو سيناريو وارد و”منطقي”، وهي نفس العبارة التي استخدمها غاو فو، المدير السابق لمركز مكافحة الأمراض الصيني، في تصريح له عام 2023.
وتأتي هذه التصريحات لتفتح الباب أمام نقاش عالمي جديد حول ضرورة مراجعة معايير السلامة البيولوجية في المختبرات، وفرض شفافية أكبر على الدراسات الفيروسية ذات الحساسية العالية.