Table of Contents
في جبال مضيق الأطلس قرب بولمان، تم اكتشاف ثلاث أسنان متحجرة لتسجل اكتشافًا سجليًا في علم الحفريات. تعود هذه الأسنان إلى التروازصورات، وهي ديناصورات عشبية ضخمة ذات أعناق طويلة، ويُقدر عمرها بـ 168 مليون سنة. تم نشر هذا الاكتشاف في مجلة Acta Palaeontologica Polonica، ويعد أقدم دليل على وجود هذا النوع من الديناصورات في قارة أفريقيا.
تأثير الاكتشاف على خريطة العصر الجوراسي في أفريقيا
تم العثور على هذه الأسنان في قلب مضيق الأطلس، تحديدًا في تشكيلة إلميرس III، وهي طبقة جيولوجية معروفة لاحتوائها على اكتشافات سابقة مثل أقدم أنيكلوصور في العالم (Spicomellus afer) واثنين من أنواع ستيجوصورات.
تتراوح قياسات الأسنان الثلاثة بين 53 مم و 71.3 مم من حيث الطول، مع تيجان تتراوح من 15.6 مم إلى 28.6 مم في العرض. يتوافق المينا الذي يغطي الأسنان مع الخصائص المتعارف عليها للتروازصورات، التي تتميز بأسنانها ذات الشكل القلبي. وكان هذا النوع معروفًا في أفريقيا فقط من خلال حفريات أحدث تم العثور عليها في مدغشقر و تنزانيا.
الدراسة والفريق العلمي
تم نشر الدراسة في 7 أغسطس 2025 من قبل فريق دولي ضم جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والمتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي، وجامعة برمنغهام. أظهرت الدراسة أن هذه الأسنان تنتمي إلى التروازصورات، مما يعد أول تسجيل لوجودها في المغرب وفي شمال أفريقيا بشكل عام.
تم اكتشاف الحفريات بواسطة مزارع محلي في سهل بولاهافا. وعلى الرغم من أن عظامًا كبيرة تم اكتشافها بالقرب من الموقع، إلا أنها كانت مغطاة بأكثر من 5 أمتار من الرواسب نتيجة لحدوث فيضان مفاجئ. المنطقة التي تحتوي على مارن خضراء في الأسفل و مارن حمراء-أرجوانية في الأعلى معروفة باحتوائها على الحفريات أثناء فترات التعرية الشديدة.
تحول في فهم التروازصورات
يظهر هذا الاكتشاف أن التروازصورات كانت قد وصلت إلى شمال أفريقيا خلال العصر الجوراسي المتوسط، موسعة نطاقها الجغرافي إلى ما هو أبعد من أوروبا و مدغشقر. كما يبرز القدرة الاستثنائية لمضيق الأطلس في تسليط الضوء على بدايات الأنواع الكبرى للديناصورات في فترة ما زالت غير موثقة بشكل كافٍ عالميًا.