تفتح شركة SGTM، الرائدة في أشغال البناء والأشغال العمومية، صفحة جديدة في مسيرتها من خلال اكتتاب عام أولي بقيمة تصل إلى 5.04 مليار درهم، يمثل بيع 20% من رأسمالها، ليصبح أكبر عملية إدراج في البورصة المغربية منذ إدراج اتصالات المغرب عام 2004. هذا الاكتتاب يعكس رؤية طويلة الأمد ترتكز على حوكمة أقوى، انضباط مالي، وتوسع مدروس داخل المغرب وخارجه في إفريقيا.
استقبلت SGTM في الدار البيضاء صحفيين ومحللين وشركاء لتقديم تفاصيل هذه الخطوة الاستراتيجية، التي وصفها قادتها مرارًا بـ”المنعطف الاستراتيجي” للشركة وللقطاع ككل.
بدأت الشركة، التي ساهمت لأكثر من 50 عامًا في تشييد أبرز المشاريع البنية التحتية بالمغرب، قصتها بالتأكيد على أن هويتها تشكلت مشروعًا تلو الآخر، قبل أي طموحات مالية. “قبل الأرقام، SGTM قصة إنسانية”، قال مسؤولو الشركة، مشيرين إلى الفخر الذي يشعر به كل مغربي تجاه هذه الإنجازات، “هذه المشاريع ملك للوطن”.
استعرضت الشركة أنشطتها الخمسة الرئيسية، تاريخها في السدود والموانئ والمباني وبنيات النقل والمشاريع الصناعية، بالإضافة إلى توسعها في القارة الإفريقية.
كما سلطت الضوء على أدائها المالي القوي، مع إيرادات تجاوزت 11 مليار درهم في 2024، ومحفظة طلبيات تبلغ 37 مليار درهم، مع هوامش ربح مستقرة مدعومة بالتنويع.
“الأساسيات قوية – ميزانية سليمة، نمو منضبط، ورؤية تتجاوز 2025″، أكد المسؤولون.
شركة توازن بين التراث والحوكمة والطموح ركز جزء كبير من العرض على الحوكمة، وهي تحول حساس لمجموعة عائلية عريقة. أعلنت SGTM عن تعيين ثلاثة مديرين مستقلين، ومجلس إدارة يتبع المعايير الحديثة مع لجنتين رئيسيتين: التدقيق والمخاطر، والاستراتيجية والاستدامة.
“التوازن والاحترام جزء من حمضنا النووي، واليوم نحدثهما لا نستبدلهما”، قال القادة.
الاكتتاب ليس ماليًا فقط، بل هيكلي، كما أوضح القادة: “الإدراج في البورصة يمنح الشركة الاستمرارية اللازمة للنمو عبر الزمن”، مع التأكيد على الحفاظ على الطابع المغربي والشفافية مع فتح الباب لمستثمرين جدد.
أكدت العائلة أن الفرعين سيظلان ممثلين بالتساوي بعد الإدراج. “نقرر بسرعة ونقرر معًا”، قالوا.
ردًا على مخاوف التقلبات السوقية، أوضحت الإدارة: “سوق المال يرتفع ويهبط، المهم جودة الشركة، وSGTM جاهزة”.
نحو المستقبل: مشاريع الماء والطاقة والنقل وكأس العالم 2030 تطمح SGTM لتكون شريكًا رئيسيًا في الدورة الاستثمارية الجديدة بالمغرب، من الماء والطاقة إلى النقل والتنمية الصناعية واستعدادات كأس العالم 2030.
“الحذر لا يعني الغياب”، أوضح القادة بشأن مشاريعهم في إفريقيا، “نختار المشاريع المدعومة بتمويل دولي قوي، وننمو خطوة بخطوة”.
اختتم المؤتمر برسالة توحيدية: SGTM تريد تكريم إرث مؤسسيها مع احتضان مستقبل أكثر شفافية وطموحًا.
“ندخل السوق بتوازن بين التراث والحداثة”، قال قادة SGTM، “جاهزون لبناء أكبر وأبعد ومعًا”.