شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الجمعة 22 غشت 2025، بعد أسابيع من الانخفاض، مدعومة بتزايد المخاوف من استمرار التوترات الجيوسياسية نتيجة تباطؤ المفاوضات السلمية بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز.
تفاصيل الارتفاع سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 12 سنتًا لتصل إلى 67.79 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:33 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 13 سنتًا ليبلغ 63.65 دولارًا للبرميل. وعلى الصعيد الأسبوعي، حقق برنت زيادة بنسبة 2.7%، بينما ارتفع غرب تكساس بنسبة 1.1%، ليوقفا بذلك سلسلة الانخفاضات التي استمرت لأسبوعين متتاليين.
أسباب الارتفاع أدى تراجع التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق سلام قريب بين روسيا وأوكرانيا إلى دفع المتداولين لإضافة علاوة مخاطرة إلى أسعار النفط. وأشار محللو بنك ING في مذكرة لعملائهم إلى أن تنظيم لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواجه صعوبات كبيرة، مع وجود عقبات أمام المفاوضات حول الضمانات الأمنية. وأضافوا: “كلما قلت فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار، زادت احتمالية فرض الولايات المتحدة عقوبات أشد على روسيا”، مما يعزز المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات النفط الروسية، حيث تُعد روسيا ثالث أكبر منتج للنفط عالميًا بإنتاج 9.2 مليون برميل يوميًا في 2024.
سياق السوق تأتي هذه التطورات في ظل عوامل أخرى تدعم الأسعار، بما في ذلك انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 6 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 15 غشت 2025، وهو ما فاق توقعات المحللين (1.8 مليون برميل)، مما يشير إلى طلب قوي في أكبر سوق استهلاكي للنفط عالميًا. كما أن هجمات أوكرانية على منشآت نفطية روسية، مثل محطة ضخ في خط أنابيب بحر قزوين، أدت إلى تقليص تدفقات النفط بنسبة 30-40%، مما يزيد من الضغوط على العرض العالمي.
ردود الفعل الدولية في ظل هذه التطورات، يظل السوق حذرًا من تداعيات العقوبات الأمريكية المحتملة على روسيا، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هدد فيها بفرض عقوبات ثانوية على مشتري النفط الروسي، مثل الهند، التي واجهت رسومًا إضافية بنسبة 25% في أغشت 2025. ومع ذلك، أشار المحلل سوفرو ساركار من بنك DBS إلى أن تراجع الولايات المتحدة عن تطبيق عقوبات صارمة قد يقلل من المخاطر على الإمدادات العالمية، مما يبقي الأسعار تحت المراقبة.
توقعات السوق يتوقع المحللون أن تظل أسعار النفط متقلبة مع استمرار عدم اليقين حول مفاوضات السلام. وأشار المحلل فيل فلين من Price Futures Group إلى أن السوق “يتقلب كاليويو” بين توقعات التوصل إلى هدنة ومخاوف من تصاعد العقوبات. في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي في وايومنغ، حيث من المتوقع أن يقدم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إشارات حول أسعار الفائدة، مما قد يؤثر على الطلب على النفط.