Table of Contents
من 9 إلى 30 أبريل، يحتضن مركز الفنون الأمريكي بالدار البيضاء معرضًا فنيًا استثنائيًا بعنوان “زريبة العشق” (The Enclosure of Passion)، يقدّمه الفنان الشاب عبد الله إسديديبيلا، الحاصل على المركز الثالث في مسابقة “دريم آرتيست” التي بثتها قناة “2M”. هذا المعرض، الذي يُعد أول تجربة فردية للفنان، يقدم رؤية فنية تخرج الجمال من ركام الدمار، وتحوّل الخراب إلى مساحة إبداع نابضة.
من الركام يولد الفن
يعرض عبد الله حوالي ثلاثين عملاً فنيًا تنوّعت بين اللوحات، والرسوم، والنقوش، والصور الفوتوغرافية، إلى جانب منشآت ضخمة تعيد تشكيل علاقتنا بالجمال والذاكرة والفوضى. أعماله ليست فقط تعبيرًا بصريًا، بل دعوة لإعادة التفكير في معنى الجمال في زمن الانهيار.
يقول الفنان: “بحثت عن كلمة تعبّر عن مكان مغمور و”قذر”، حيث تتجمع الغرائز الأكثر وحشية وانحدارًا في النفس البشرية، ولم أجد أفضل من كلمة ‘زريبة’. لكنني أودعت فيها العشق، لأجسد عمق رغباتنا الأكثر كتمانًا”.
دعم فني ورؤية متكاملة
خلال مشاركته في “دريم آرتيست”، حظي عبد الله بدعم كبير من مدربه أمين بوشابة، الذي لم يكتفِ بدور الموجه، بل تولّى أيضًا مهمة تنسيق المعرض، متجاوزًا التحديات التنظيمية الكثيرة. وعن العمل الفني، يقول بوشابة: “عبد الله لا يكتفي برفض الجمال التقليدي، بل يُحوّل الهدم إلى وعدٍ بإعادة التكوين، كأنه يمارس فن الكيمياء على أنقاض الجمال”.
بين الجمر والرماد: ولادة جديدة للجمال
المعرض يمتلئ بالقوام الخشن، والألوان المتضاربة بين الخفوت والتوهج، والأشكال المشوشة التي تفقد المشاهد القدرة على تمييز المواد الأصلية. بين قصاصات الورق، الأقمشة الممزقة، والكتابات المبعثرة، تندمج الحواس لتولد تجربة بصرية مشوّشة ومدهشة في آنٍ واحد.
وفي إحدى زوايا المعرض، سلسلة صور بالأبيض والأسود تجسد عمق المعاناة الإنسانية، من خلال وجوه خفية خلف أقنعة من الأشياء والخراب.
يقول عبد الله عن مصدر إلهامه: “أتذكر حريقًا شبّ في منزلنا بتزنيت، والفوضى التي خلّفها، كانت المواد المنصهرة بفعل النار تُدهشني بقوتها الجمالية، فقررت أن أستعيد التجربة، لاستكشاف قدرة النار على التحوّل والإبداع”. والنتيجة؟ أعمال تنبعث من رمادها، تفيض بالحياة، وتحمل رسائل أقوى من الكلمات.