أعلن رئيس الأوروغواي الحالي ياماندو أورسي، مساء الثلاثاء 13 ماي 2025، عن وفاة الرئيس الأسبق خوسيه “بيبي” موخيكا، أحد أبرز رموز اليسار في أمريكا اللاتينية، عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد صراع مع مرض السرطان.
وقال أورسي في رسالة مؤثرة على منصة إكس: “ببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة رفيقنا بيبي موخيكا.. الرئيس والناشط والقائد والمرشد.. سنفتقدك كثيراً، أيها الرجل العجوز العزيز”.
اشتهر موخيكا بلقب “أفقر رئيس في العالم” نظراً لأسلوب حياته المتقشف وتبرّعه بمعظم راتبه الرئاسي لبرامج الإسكان الاجتماعي، حيث كان يعيش في مزرعة بسيطة بعيداً عن مظاهر السلطة، ويرفض الامتيازات التي ترافق منصبه.
تولى موخيكا رئاسة الأوروغواي بين عامي 2010 و2015، بعد أن كان مناضلاً في صفوف حركة “توباماروس” اليسارية المسلحة في الستينيات، واعتُقل لسنوات طويلة في ظل الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد.
وخلال فترة رئاسته، عُرف بتصريحاته العفوية ومواقفه التقدمية، حيث شرّع الإجهاض وزواج المثليين وتنظيم زراعة القنب الهندي، ما جعله شخصية محورية في خطاب اليسار العالمي المعاصر.
وكان موخيكا قد أعلن في ماي 2024 إصابته بسرطان المريء، موضحاً أن حالته الصحية لا تحتمل الخضوع للعلاج المكثف نظراً لتقدّمه في السن ومعاناته من أمراض مزمنة أخرى. وقال في تصريحاته الأخيرة: “من الواضح أنني أموت.. يستحق المحارب أن يستريح”.
رحيل بيبي موخيكا يُعد نهاية فصل استثنائي في تاريخ الأوروغواي، ويفقد العالم برحيله صوتاً نادراً جسّد القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية بالتواضع والعمل الميداني، وليس بالكلمات وحدها.