Table of Contents
أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” عن تقدم علمي هام يشير إلى إمكانية وجود حياة في العصور القديمة على سطح كوكب المريخ، وذلك من خلال بيانات جمعها مركبة “بيرسيفرانس” الفضائية منذ إطلاقها في عام 2021. وأظهرت المركبة علامات في صخور قناة نهر جافة قد تشير إلى نشاط كائنات دقيقة غير مرئية بالعين المجردة، مما يُعد خطوة متقدمة نحو استكشاف أسرار الكوكب الأحمر.
تفاصيل الاكتشاف
أجرت “بيرسيفرانس”، التي تعمل في منطقة جيزيرو كراتر، تحليلات للصخور في قناة نهر قديمة، حيث كشفت عن هياكل معدنية وكيميائية غير عادية قد تكون ناتجة عن عمليات بيولوجية قديمة. وفقًا لتقرير نشرته “ناسا”، تشمل هذه العلامات ترسبات كربونية ومعادن حديدية تشير إلى بيئة مائية كانت صالحة للحياة قبل مليارات السنين. ووصفت نيكي فوكس، رئيسة بعثة العلوم في “ناسا”، النتائج بأنها “الأقرب الذي تم التوصل إليه فعليًا نحو العثور على حياة قديمة على المريخ”.
التحديات العلمية والخطوات التالية
مع ذلك، شدد العلماء في “ناسا” على أن هذه الأدلة المحتملة لا تُعد إثباتًا قاطعًا، وتتطلب تحليلات معمقة في مختبرات أرضية متقدمة. المركبة غير قادرة على كشف الحياة مباشرة، سواء في الماضي أو الحاضر، لكنها مجهزة بمثقاب يخترق الصخور وأنابيب لجمع العينات من مناطق يُعتقد أنها كانت مواتية للحياة. وفي الخطوة القادمة، سيتم نقل هذه العينات إلى الأرض عبر مهمة مارس ساينبل ريترن المشتركة بين “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية، المتوقعة في 2031.
أهمية الاكتشاف
يُعد هذا التقدم جزءًا من جهود “ناسا” المستمرة لفهم تاريخ المريخ، حيث يُشير إلى إمكانية وجود بيئة كانت تدعم حياة ميكروبية قبل 3.5 مليار عام. ويأتي في سياق استكشافات سابقة، مثل اكتشافات “كيوريوسيتي” عام 2018، التي أظهرت وجود مواد عضوية. ويُتوقع أن يُعزز هذا الاكتشاف الاهتمام العالمي بمهام المريخ، بما في ذلك مشاريع سبيس إكس لإيلون ماسك، ويفتح آفاقًا لفهم تطور الحياة في النظام الشمسي.