في مشهد يختزل مزيج الأمل والخيال الكروي، غزت قمصان كريستيانو رونالدو رفوف باعة سوق “القريعة” الشهير بمدينة الدار البيضاء، بعد انتشار أخبار عن احتمال التحاق النجم البرتغالي بنادي الوداد الرياضي خلال كأس العالم للأندية 2025 المرتقبة بالولايات المتحدة الأمريكية.
القمصان، التي حُملت فيها أحلام الجماهير قبل التوقيعات الرسمية، وُضعت للبيع بشعار الوداد واسم “الدون”، ورغم أنها غير رسمية، فقد عرفت إقبالًا واسعًا من الشباب وعشاق الساحرة المستديرة، ممن راقت لهم الفكرة حتى ولو بدت أقرب إلى حلم مستحيل.
الشرارة الأولى انطلقت من منصات التواصل الاجتماعي وتغطيات إعلامية غير مؤكدة، وسرعان ما تحولت الفكرة إلى حديث المقاهي والأسواق الشعبية، ليصبح “رونالدو” الاسم الأكثر تداولًا في الدار البيضاء، ولو من باب الأمنيات.
ورغم هذا الزخم، يرى متابعون ومحللون أن التحاق رونالدو بفريق مغربي يبقى غير وارد في ظل الفوارق المهولة في الرواتب والميزانيات، فالنجم البرتغالي لا يزال مرتبطًا بعقد ضخم مع نادي سعودي في مشروع كروي لا يُمكن مجاراته ماديًا على المستوى المحلي.
لكن في المقابل، يقرأ آخرون الحدث من زاوية التسويق الرياضي والصورة، معتبرين أن مجرد تداول الفكرة في كبريات الصحف العالمية، هو مكسب معنوي لنادي الوداد، ويؤكد تعطش الجمهور المغربي لرؤية نجوم عالميين بألوان أنديتهم. كما أن تسابق الأسواق الشعبية لبيع قمصان اللاعب قبل أي إعلان رسمي، يعكس كيف يصنع الأمل حركة اقتصادية، ولو مؤقتة، في زمن الأخبار السريعة والعناوين الجاذبة.
ومع تأكيد مشاركة الوداد في مونديال الأندية بصيغته الجديدة (32 نادياً)، ضمن مجموعة صعبة تضم العين الإماراتي، ويوفنتوس الإيطالي، ومانشستر سيتي الإنجليزي، فإن حلم استقطاب نجم بحجم كريستيانو رونالدو، حتى وإن لم يتحقق، يبقى أقرب إلى جولة دعائية رابحة في سوق القريعة، عنوانها: عندما يتحول الشغف الكروي إلى ظاهرة اجتماعية وتجارية.