Table of Contents
وصلت بعثة طبية مغربية إلى السلفادور لإجراء 23 عملية جراحية لزرع أجهزة أذن اصطناعية لدى الأطفال، في حملة صحية إقليمية أولى بقيادة مؤسسة للا أسماء، بالتعاون مع فرق طبية محلية. يأتي هذا البرنامج ضمن جهود تعزيز التعاون الدولي في مجال علاج ضعف السمع، ويُعدّ امتدادًا لزيارة السيدة الأولى السلفادورية غابرييلا رودريغيز دي بوكيلي للمغرب في يوليو الماضي، حيث التقَت الأميرة للا أسماء لتعميق الشراكة في هذا المجال.
ستُجرى العمليات في مستشفى زاكاميل، بالشراكة مع فرق من مستشفيات بلوم وزاكاميل وإسري، ويشمل البرنامج نقل الخبرات التقنية وتدريب الكوادر المحلية، إضافة إلى مذكرة تفاهم لمدة خمس سنوات تركز على التعاون في صحة السمع. تُقدّر تكلفة كل عملية بين 30 ألف و40 ألف دولار، بينما يصل سعر الجهاز نفسه إلى نحو 15 ألف دولار، وكلاهما مُقدَّم مجانًا للعائلات السلفادورية.
خلفية الزيارة السلفادورية إلى المغرب
في يوليو الماضي، استقبلت الأميرة للا أسماء السيدة الأولى السلفادورية في مطار الرباط-سلاّ، حيث شاركت في عرض تقليديّ للقوات المساعدة، وأدَّت طقوسًا تراثيّة مثل تقديم الحليب والتمر. ثم زارت السيدة الأولى مرافق مؤسسة للا أسماء، بما في ذلك معسكر الصيف، الدفيئة التربويّة، ورش العمل الإبداعيّة، قاعات الإيروبيك، دروس الإنجليزيّة ولغة الإشارة الأمريكيّة، المعامل المتطوّرة، روبوت تعليميّ للغة الإشارة، وتطبيق ذكاء اصطناعيّ للعلاج اللغويّ.
يُعتمد نموذج المؤسّة على التشخيص، العلاج المتقدّم، الإعادة التأهيليّة، التعليم المتخصّص، الدعم النفسيّ الاجتماعيّ، وتدريب الأسر، مما يُساهم في دمج الأطفال المصابين بضعف السمع في المجتمع. كانت الزيارة قد حدَّدت استفادة 20 طفلًا سلفادوريًا من الخبرة المغربيّة في هذا المجال.
إنجازات برنامج “نسماء” منذ إطلاقه
منذ إنشائه عام 2002، ساعد برنامج “نسماء” لزرع الأذن الاصطناعيّة على علاج 800 طفل مغربيّ، بالإضافة إلى 240 طفلًا من 21 بلدًا أفريقيًّا وشرق أوسطيًّا، مع متابعة مستمرّة. تُقدّم المؤسّة الزرع والدعم لـ850 طفلًا مغربيًّا، وتدير مركز تشخيصيًّا في الرباط، وثلاث مدارس شاملة (بالرباط، طنجة، مكناس)، مع خطط لإنشاء المزيد في فاس، فكيه بن صالح، ومراكش. يُتابع البرنامج حوالي 400 طفل سنويًّا، وقد حقّق بعض المستفيدين درجات عليّا (11 ماجستيرًا ودرجتيّ دكتوراه).
تشمل الشراكات الجامعة غالوديت في واشنطن، مما يُعزّز التعاون العالميّ في التعليم الشامل.
حملة مشابهة في كينيا مؤخّرًا
سبق حملة السلفادور حملة طبيّة في نيروبي، حيث أطلقت الأميرة للا أسماء والسيدة الأولى الكينيّة ريتشل روتو المرحلة الرابعة من برنامج “متّحدين، نسمع أفضل”، لإجراء عمليّات مجّانيّة لـ70 طفلًا كينيًّا في أربعة أيّام بمستشفى كينياتا الوطنيّ، مع خطط لعلاج 30 آخرين في الرباط عام 2026. شارك ثمانية جرّاحين مغاربة مع فرق كينيّة، وأُبرمت مذكّرة تفاهم بين مؤسّة للا أسماء ومؤسّة “صوت الأطفال”.
يُوسِّع هذا التعاون في السلفادور شبكة المؤسّة إلى أمريكا اللاتينيّة، بعد توسُّعها في أفريقيا والشرق الأوسط، مُعزِّزًا الدبلوماسيّة الصحيّة المغربيّة ودعم الأطفال المعوَّلين.