بعد أسابيع من الاستقرار الجوي الذي أعقب الأمطار الغزيرة خلال شهر مارس، من المتوقع أن يشهد المغرب موجة جديدة من التقلبات الجوية اعتبارًا من الأسبوع المقبل، بفعل اقتراب عاصفة “أوليفييه” القادمة من المحيط الأطلسي، والتي ستجلب معها طقسًا حارًا وأمطارًا وعواصف رعدية ورياحًا قوية.
ووفقًا للمديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن العاصفة أوليفييه، التي سُميت حديثًا، تتحرك حاليًا غرب جزر الكناري وتتجه تدريجيًا نحو السواحل المغربية، حسب ما أفادت به قناة SNRT News. وعلى الرغم من أنها لن تكون بنفس شدة العاصفة “جانا” التي اجتاحت البلاد في مارس الماضي، إلا أنها ستؤثر بشكل واضح على الطقس في مختلف مناطق المملكة.
قبل بداية تساقط الأمطار، يُتوقع أن تدفع العاصفة كتلًا من الهواء الساخن قادمة من الصحراء نحو المناطق الوسطى والجنوبية للمغرب، مما سيتسبب في ارتفاع درجات الحرارة خصوصًا في مناطق تادلة، الرحامنة، سوس الداخلية، والأقاليم الجنوبية.
مع اقتراب العاصفة من البلاد، ستبدأ السحب الكثيفة في التكوّن، تليها أمطار متفرقة قد تكون مصحوبة بعواصف رعدية. هذه الاضطرابات الجوية ستمتد أساسًا إلى مناطق الأطلس الكبير، والوسط والشمال، والجنوب الشرقي، والجهات الشرقية. كما يُتوقع تساقط الثلوج في المرتفعات، خاصة في جبال الأطلسين الكبير والمتوسط.
الرياح القوية ستكون حاضرة كذلك، خصوصًا في الجنوب الشرقي، وسلاسل الأطلس، والمناطق الشرقية، حيث من الممكن أن تتسبب في عواصف رملية، لاسيما في الوسط والجنوب المغربي.
في ما يخص درجات الحرارة، فمن المرتقب أن تنخفض في السهول الشمالية ومنطقتي سايس والريف، بينما ستعرف ارتفاعًا نسبيًا على طول السواحل الأطلسية الوسطى، وسفوح الأطلس الصغير، والمناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية.
من المنتظر أن تبدأ العاصفة أوليفييه في التأثير على السواحل الغربية المغربية بداية من يوم الخميس، لتتوسع تدريجيًا نحو الشمال والمناطق الوسطى خلال الأيام التالية.
ومن يوم الجمعة إلى الثلاثاء، يُتوقع أن يبقى الطقس غير مستقر، نتيجة جذب العاصفة لهواء استوائي رطب من الجنوب، والذي إذا ما التقى بهواء بارد قادم من الشمال على مستوى الطبقات العليا، فقد يتسبب في اضطرابات جوية حادة تشمل زخات مطرية أو عواصف رعدية.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات في جزر الكناري أعلنت حالة تأهب جوي بسبب هذه العاصفة، ووصفتها بأنها “نظام جوي عالي التأثير”، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET)، التي توقعت أن تزداد حدة الأمطار والاضطرابات الجوية في المنطقة مع اقتراب العاصفة.