الرباط – احتضنت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) بالرباط، يوم الإثنين 2 ديسمبر 2025، حفل توزيع جوائز النسخة التاسعة عشرة من برنامج لوريال-يونسكو «من أجل المرأة في العلم» لمنطقة المغرب العربي، حيث تم تكريم خمس باحثات شابات من المغرب وتونس والجزائر، كل منهن حصلت على منحة قدرها 10,000 يورو لدعم أبحاثها.
الفائزات الخمس هن:
- فردوس إدلحسن (جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية): تطوير تقنية ذكاء اصطناعي لكشف الطفرات الجينية من الصور الطبية، بهدف جعل علاج الأمراض الوراثية مثل السرطان أسرع وأقل تكلفة.
- صوفيا سهلي (جامعة محمد السادس لعلوم الصحة): دراسة تفاعل الفيروسات مع الجسم البشري في السياق المغربي، مع التركيز على محددات كوفيد-19.
- سميرة أوبانين (جامعة ابن زهر): استخلاص مركبات نشطة بيولوجيًا من النباتات الطبية لإثراء مستحضرات التجميل الطبيعية.
- سهير باللومي (تونس – جامعة تونس المنار): استخراج أخضر للمركبات النشطة من قناديل البحر على الساحل التونسي، مع محاولة تغيير الصورة النمطية السلبية عنها.
- سميرة كوفي (الجزائر – جامعة بجاية): نمذجة ثلاثية الأبعاد لموجات انهيار السدود للتنبؤ بالتدفقات السريعة والمتطرفة.
رسائل قوية من المسؤولين
أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في كلمتها الافتتاحية: «لا يمكننا أن نتحمل استبعاد نصف المجتمع. هذا رفاهية لا نملكها، خاصة في قطاعات مثل الطاقة والبيئة التي تشهد تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى». ودعت الشابات إلى «كسر السقف الزجاجي» الذي يحد من طموحاتهن.
من جانبه، أشار شارف أحمد، ممثل اليونسكو في المغرب العربي: «النساء لا يزلن أقل تمثيلاً في العلوم، وهناك الكثير للقيام به»، مؤكدًا استمرار الشراكة مع لوريال في تطوير السياسات العامة والإرشاد المهني.
ليلى بن جلون، مديرة لوريال المغرب، أضافت: «النساء يقدمن منظورًا مضادًا، يعالجن المشكلات بطرق مختلفة وبزوايا جديدة»، مشيرة إلى أن مشاريع الفائزات لا تهدف فقط للعلاج والحماية، بل لتغيير الحياة.
جامعة محمد السادس متعددة التخصصات.. منصة لتميز للعلوم
أشاد هشام الحبتي، رئيس الجامعة، عبر كلمة مسجلة، بتفوق الطالبات في مختلف التخصصات، واستذكر شخصية فاطمة الفهرية، مؤسسة جامعة القرويين عام 859، كأحد أقدم رموز المعرفة النسائية في إفريقيا.
منذ 27 عامًا، يُشكِّل برنامج لوريال-يونسكو «من أجل المرأة في العلم» منصة عالمية لدعم الباحثات الشابات، خاصة في المناطق التي تعاني نقصًا في التمثيل النسائي، مثل المغرب العربي حيث لا تتجاوز فيه نسبة الباحثات 34% في المغرب و31% في تونس (مقابل 47% في الجزائر).
هذا الحفل يؤكد أن المغرب يتحول تدريجيًا إلى منصة إقليمية للتميز العلمي النسائي، وأن الاستثمار في العقول النسائية ليس خيارًا، بل ضرورة لمستقبل أكثر استدامة وعدالة.