في إطار جهوده المتواصلة لتحديث السوق المالية المغربية، أعلن بنك المغرب عن اعتماده رسميًا منصّتي FXGO وEBND التابعتين لبلومبرغ، من أجل إطلاق أول سوق مشتقات بين البنوك في البلاد، في خطوة تُعدّ تحولًا نوعيًا نحو رقمنة البنية التحتية المالية الوطنية.
وبموجب هذا التحديث، ستُدار صفقات المبادلات في العملات الأجنبية، مثل الدولار مقابل الدرهم (USD/MAD)، وكذلك المبادلات المرتبطة بمؤشر الفائدة الليلي المغربي (MONIA)، بشكل إلكتروني عبر هذه المنصات المتخصصة، مما يعزز الشفافية، ويرفع السيولة، ويُبسّط المعاملات بين المؤسسات المالية.
وتستخدم منصة FXGO بالفعل في التداول الفوري للعملات بين الدرهم والدولار الأمريكي، وستمتد خدماتها الآن لتشمل عقود المبادلات، ما يوفر بيئة منظمة وآمنة لإدارة مخاطر الصرف الأجنبي. أما منصة EBND، فستدعم تداول عقود مبادلات الفائدة الليلية (OIS) المبنية على مؤشر MONIA، وهو ما يُعد مساهمة كبيرة في تطوير سوق الفائدة المغربية من خلال تجربة تداول رقمية موجهة للمؤسسات.
وتأتي هذه المبادرة بعد إصلاح هيكلي آخر نفذه بنك المغرب عام 2023، تمثل في تبني منهجية جديدة لحساب منحنى العائد السيادي اعتمادًا على بيانات السوق الثانوية من منصة EBND، وهو ما عكس التزام البنك بالتحول نحو آليات السوق واستخدام أدوات رقمية معترف بها عالميًا.
وتعمل منصة EBND تحت إشراف وزارة الاقتصاد والمالية، وتغطي دورة حياة تداول سندات الخزينة بشكل كامل، حيث تتيح معالجة مباشرة للعمليات (STP)، وإدارة فعالة لطلبات التسعير، إلى جانب الوصول الفوري لبيانات السوق، مما يمنح بنك المغرب رؤية لحظية لحركة السوق وتوجهات المستثمرين.
من خلال هذه الخطوة الاستراتيجية، يقترب المغرب أكثر من المعايير الدولية في البنية التحتية المالية، ويعزز مصداقيته في الأسواق العالمية، ممهّدًا الطريق نحو نظام نقدي أكثر مرونة وابتكارًا.