كشفت وكالة Bloomberg أن خطط الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة قد تُحدث تغييرات جذرية في منظومة التجارة العالمية، وتنذر بمخاطر اقتصادية يصعب التنبؤ بها.
وبحسب التقرير، فإن حجم التبادل التجاري الذي قد يتأثر بهذه الإجراءات يُقدّر بـ 33 تريليون دولار، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع كبير في صادرات عدد من الدول، من البرازيل إلى الصين، بنسبة قد تتراوح بين 4% و90% في بعض الحالات. وبلغ مؤشر الغموض التجاري العالمي أعلى مستوياته منذ عام 2009، وهو ما يعكس تنامي التوتر في الأسواق العالمية.
ورغم امتلاك اقتصادات مثل الصين والاتحاد الأوروبي والهند مرونة نسبية تسمح لها بالتأقلم، إلا أن التأثير المتوقع سيظل كبيرًا. في المقابل، تُعد كندا ودول جنوب شرق آسيا من بين الأكثر تضررًا، حيث ستواجه ضغوطًا إضافية بسبب انكشافها الكبير على السوق الأمريكية.
وفيما سجّلت الأسواق الأمريكية أسوأ أداء لها منذ عام 2023 خلال الربع الأول من هذا العام، شهدت بقية الأسواق العالمية نسبيًا نموًا، وسط تحول واضح في استراتيجيات المستثمرين الذين لجأوا إلى شراء سندات الخزينة الأمريكية التي ارتفعت قيمتها بنسبة 3% بسبب المخاوف من تباطؤ النمو. كما ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، بينما سجل الدولار تراجعًا ملحوظًا.
وعبّرت العديد من الشركات الأمريكية عن خشيتها من أن تؤدي التعريفات الجديدة إلى ارتفاع التكاليف وتقليص هوامش الأرباح، فيما بدأ العديد من المصنعين الأجانب دراسة إمكانية نقل جزء من أنشطتهم إلى داخل الولايات المتحدة لتجنب الرسوم.
في السياق نفسه، ذكرت Financial Times أن الأسواق المالية العالمية بدأت تتراجع مع تزايد المخاوف من تصاعد حرب تجارية شاملة. وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أن الاتحاد الأوروبي سيرد على أي خطوات أحادية أمريكية، مؤكدة استعداد بروكسل لاتخاذ تدابير مضادة في حال تنفيذ واشنطن لخططها.
كما تدرس دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية اتخاذ إجراءات مقابلة إذا ما مضت إدارة ترامب قدمًا في فرض قيود جمركية قاسية، مما ينبئ بمرحلة جديدة من التوترات الاقتصادية على الصعيد العالمي.