دخل نادي الهلال السعودي سجلات كرة القدم من أوسع أبوابها بعدما أصبح أول فريق عربي يُحقق انتصاراً على نادٍ أوروبي في بطولة كأس العالم للأندية، سواء بالنظام القديم بمشاركة 7 فرق أو النسخة الموسعة لعام 2025 التي تقام في الولايات المتحدة بمشاركة 32 فريقاً.
وحقق “الزعيم” هذا الإنجاز التاريخي بتغلبه على مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، بنتيجة 4-3 بعد التمديد، في مباراة ملحمية أقيمت مساء الإثنين (صباح الثلاثاء بتوقيت غرينتش) ضمن دور الـ16 من البطولة.
بونو.. صمام الأمان
أداء الهلال اللافت ارتكز على تألق الحارس المغربي ياسين بونو، الذي قدّم مباراة استثنائية بتصدياته الحاسمة في اللحظات الحرجة، ليؤكد مجددًا مكانته بين نخبة حراس العالم.
ولم يكن هذا الظهور البطولي الأول لبونو في البطولة، إذ سبق له أن أنقذ الهلال من خسارة أمام ريال مدريد في دور المجموعات بتصديه لركلة جزاء في الدقائق الأخيرة، حافظ بها على التعادل 1-1 وساهم في عبور الفريق إلى الأدوار الإقصائية.
رحلة الهلال الأوروبية: من الاقتراب إلى الإنجاز
لطالما سعى الهلال لمجاراة كبار أوروبا في البطولات الرسمية. البداية كانت في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2021 (أُقيمت في فبراير 2022)، عندما قدّم أداءً قوياً أمام تشيلسي قبل أن يخسر بصعوبة 1-0 بهدف لوكاكو.
وفي العام التالي، واجه الهلال ريال مدريد في نهائي مونديال الأندية 2022 بالرباط، المغرب، وقدم مباراة هجومية رائعة رغم الهزيمة 5-3، إذ سجل له كل من موسى ماريغا ولوسيانو فييتو (هدفان)، ليحصد الفريق إشادة واسعة من الإعلام العالمي.
وفي نسخة 2025، عاد الهلال لمواجهة ريال مدريد في دور المجموعات، ونجح في فرض التعادل 1-1 بفضل هدف سالم الدوسري، وتألق بونو مجددًا في التصدي لركلة جزاء، ثم خاض الفريق مباراة قوية أمام سالزبورغ النمساوي انتهت بالتعادل السلبي، ما ضمن له التأهل كثاني المجموعة خلف الملكي.
فوز تاريخي أمام بطل أوروبا
مواجهة مانشستر سيتي كانت الاستثناء، فهي الخامسة للهلال أمام فريق أوروبي في بطولة رسمية، لكنها كانت الأهم والأكثر دراماتيكية. خلال 120 دقيقة من التنافس البدني والتكتيكي، أظهر الهلال شخصية الفريق البطل، وتفوّق على كتيبة جوارديولا المدججة بالنجوم.
وبهذا الانتصار، تأهل الهلال إلى ربع نهائي مونديال الأندية ليواجه فلومينينسي البرازيلي، الذي بدوره حقق مفاجأة أخرى بإقصاء إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 2-0، ليكون الجمهور على موعد مع قمة كروية بين عملاقين من آسيا وأمريكا الجنوبية.
سجل ودي مشرّف أمام الأندية الأوروبية
بعيدًا عن المواجهات الرسمية، يمتلك الهلال رصيدًا مشرفًا في المباريات الودية أمام كبار القارة العجوز، حيث تغلّب على فالنسيا الإسباني عام 2005 بنتيجة 2-1، كما انتصر على مانشستر يونايتد 3-2 في مباراة اعتزال الأسطورة سامي الجابر عام 2008، بمشاركة نخبة من نجوم الشياطين الحمر.
كما التقى الهلال بنادي نوتنغهام فورست في مواجهتين، خسر الأولى وفاز في الثانية، مما يعكس خبرة الفريق في مواجهة الفرق الأوروبية عبر مختلف المناسبات.
الهلال اليوم لا يكتفي بالمنافسة بل يصنع التاريخ، ويثبت أن الكرة العربية باتت تملك الأدوات لفرض حضورها أمام عمالقة العالم.